[الفارس الشجاع]

بسم الله الرحمن الرحيم


قيل: في البدء كانت الكلمة،لأن الكلمة ليست تعبيرا جماليا فحسب،بل انها ضرورة فطرية للتعبير عن إنسانية الإنسان قبل كل شئ،على عكس الصمت،الذي هو إما علة مرضية او نتيجة قسرية للقهر والإستبداد..لذا يروى أنه حين أسر الشاعر الجاهلي (عبد يغوث الحارثي) لم يجد آسروه سجنا أفضل من ربط لسانه.
من هنا يمكن تحديد ظهور الشعر السياسي واستخدامة من قبل الفرق المتناحرة في صراعاتها المختلفة.
وعند ظهور الاسلام و إنتقال الدعوة من مكة الكرمة إلى المدينة المنورةكان للشعر السياسي ضرورة املتها الحاجة الى الدعوة في التبشير بالدين الجديد وحماية هذا الدين من هجوم شعراء خصومة.
ثم كان الشعر السياسي احد الاسلحة التى استخدمتها الفرق الإسلامية المختلفة في صراعها العنيف اما ضد السلطة القائمة أو ضد بعضها البعض.


ويقودنا استخدام الشعر من لدن هذه الجماعات السياسية الى التساؤل عن محتواة الفكري، فإذا تبنى الشاعر عقيدة احدى الجماعات او الطوائف فان ذلك يعني ان ينعكس في نتاجاته مبادئ الجماعة او الطائفة اهدافها وبالتالي يكون سجلا امينا للعصر بتصوير ما يحدث من تناقضات بين القوى المختلفة وما يضطرم في صدور الناس من افكار ومطامح مختلفة. فهل نهض الشعر السياسي القديم بشئ من هذا القبيل؟؟


لو تأملنا التراث الذي تركة ((شعراء السياسة)) في الاسلام لخرجنا بخطين عريضين


أولا: التزام الشعراء بالأغراض التقليدية للشعر العربي من مدح وهجاء ورثاء وفخر وحماسة ولكن بعد تطويعها لاغراضهم واهدافهم الفكرية تبعا للجماعة او الطائفة التي ينتمون لها
ثانيا: الاصداء التي تركتها في الشعر تكاد تنحصر في التنديد بالظالمين في اطار المعنى العام للظلم الا في امثلة قليلة خرجت الى التعبير الواعي عن المصالح الحيوية للطبقات التي تنتسب اليها تلك الجماعات


وهذا يقودنا الى استنتاج هام بان الشعر السياسي لم يستوعب تناقضات ومفارقات المجتمع الذي نشأ فيه فكان للهدم والتفريق وبث الحقد والكراهية ضد الاخر


فويل للانسان من الإنسان حين يسيس


تحياتي واطيب امنياتي بالخير والسعادة للجميع