عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2003, 10:22 PM   رقم المشاركة : 1
الديواني
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الديواني
 






افتراضي

<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

رغبة منا فى أن يكون هذا الشهر الكريم شهرا متميزا بين الأشهر التى صمناها فى السنوات الماضية ، فإننا أحببنا أن نلخص ما هو المطلوب منا فى هذا الشهر الفضيل ، لتحقيق أرقى المكاسب ، فإن من لا يتدارك ما بقى من الشهر، فإنه سيبتلى بالغبن الفاحش الذى لا تدارك له !
فإن الأيام تجرى بسرعة ، ولا يكاد الإنسان يرى شيئا متميزا فى حياته إلا أن تتداركه رحمة من الله تعالى .. وإليكم بعض ما نقترحه عليكم ، على أمل تحقق التوفيق لكل قلب نابض بحب التقرب إلى مولاه :


1- أفضل الأعمال فى هذا الشهر هوالورع عن محارم الله تعالى ، فلنحاول أن نستقصى الذنوب التى ندمن عليها طوال العام ، فإن هذه فرصة نادرة للإقلاع عن كثير من السيئات المهلكة ، فأجواء الشهر الكريم مؤاتية لجلب كل خير ، ودفع كل شر ! .

2- من الممكن أن نخادع أنفسنا ، فإن طبيعه النفس لا تميل إلى السير الطويل فى طريق الطاعة ، فإنها ميالة إلى اللعب واللهو ، مملؤة بالغفلة والسهو - كما يصف ذلك إمامنا السجاد <img src='style_images/1/p2.gif'> - وعليه فلنحاول أن نخادع أنفسنا ، ونطلب منها المسايرة على الأقل فى هذا الشهر الكريم .. وياحبذا لو أكملناه أربعين يوما - ولو بالإستعارة من شهر شوال - لنجعل هذه الأربعينية : فترة زمنية متميزة ، تمثل أفضل فترة زمنية طوال نشاطنا فى السنة .

3- كما أن لتجار الدنيا سنة جرد مالية ، فمن المناسب لطلاب الآخرة ونعيمها ، أن يجعلوا هذا الشهر الكريم بداية سنة روحية .. فلنأخذ الآن ورقة وقلما ، لنسجل فيها ما علينا وما لنا ، ولنخطط لسنة جديدة خالية من المعاصى – إلا اللمم وما لم تكن بالإختيار - فإن هذا شعار يستبطن خير الدنيا والاخرة .

4- من موانع الفيض الإلهى فى هذا الشهر - وخاصة فى ليالى القدر - حالة الشحناء والبغضاء والتدابر وخاصة مع الارحام .. فحاول أن تنظر إلى من حولك ، وخاصة الوالدين وذوي الحقوق ، لئلا يكون حولك قلب منكسر كنت سببا فى ذلك ، فإن من كسر قلبا فعليه جبره !!.

5- ساعة الإفطار ساعة مباركة ، أكمل فيها الانسان إمتثال أمر إلهى ثمرته التقوى .. فبالغ فى الدعاء وخاصة طلبا لفرج ولى أمرك فإن فى ذلك فرجك أيضا ، ومن بعد ذلك غفران الذنوب .. ويا حبذا لو إلتزمت بأدعية الإفطار البليغة وخاصة هذا الدعاء الذى روى عن النبى <img src='style_images/1/p1.gif'> أنه قال :
ما من عبد يصوم فيقول عند إفطاره :
( يا عظيم !. .يا عظيم !.. أنت إلهى لا إله غيرك ، اغفر لى الذنب العظيم ، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم )
إلا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه .


6- لا تحاول أن تؤخر صلاة أول الوقت وخاصة عند المغرب ، إلا إذا نازعتك نفسك الى الطعام ، أو كان قوم فى الإنتظار .. فإن إعطاء الروح حقها ، خير من تقديم حظ البطن الذى يقيم صلبه لقيمات قليلة .

7- ليس من المناسب أبدا أن تستيقظ لطعام السحور، ثم تخلد بعدها إلى النوم مباشرة من دون وقفة ليلية مع رب العالمين .. فإن الله تعالى يحب المستغفرين فى الأسحار، والتجليات الإلهية الخاصة لأوليائه فى جوف الليل ، لا يمكن أن تتكرر فى باقى الأوقات ، فإنه ساعة كسب المقام المحمود !! .. والأغرب من ذلك أن لا يفوت العبد طعام سحوره ، مفوتا صلاة الفجر الواجبة ، لتكون قضاء كباقى أيام السنة .

8- للمؤمن ختمة وأعية فى شهر رمضان ، يحاول أن يستوعب على الأقل المعانى الظاهرية للآيات ، ثم يحاول أن يعمل تفكيره لعله يعطى هبة متميزة فى فهم القرآن الكريم .. أوليس من الجميل أن يفهم الإنسان مغزى خطاب من يحبه ويهواه !! .. ولنكثر فى هذا الشهر قراءة التوحيد فى الساعات الضائعة من اليوم - وما أكثرها - فإن ثلاثا منها تعادل ختمة القران ، والآية فى هذا الشهر تعادل ختمة القرآن ..
هل تصورت التوالد العددى المذهل من هذا الحساب الواضح ؟ .

9- حاول أن تعطى لأسحار الجمعة فى شهر رمضان حقها ، فإنها من خير الساعات فى العام كله .. أوهل تعلم معجونا أكمل من ذلك حيث : الشهر الكريم ، والليلة المباركة ، وساعة إنفتاح أبواب السماء .. ولكن كم نحن غافلون !!.

10- إن الإسترسال فى مشاهدة الزخرف من وسائل الإعلام التى تكثر من أباطيلها هذه الايام - بدعوى البرامج الرمضانية التى لا تمت إلى الشهر الكريم بصلة ، بل تعاكسها فى كثير من الحالات - من موجبات عقوبات عديدة ، منها :
السقم فى البدن ، والحريمة فى الرزق ، والقساوة للقلب ، كما يفهم من روايات الدخول فيما لا يعنى .. وهل تتوقع سحرا متميزا من ليل : أوله الغفلة والسهو ، ووسطه المبالغة فى طلب اللذائذ ؟ .

11- لا تتوقع ليلة قدر مميزة والحال أن ما سبقتها من الليالى كانت ليال لا تفترق عن باقى ليالى السنة بما يعتد به .. فلا بد من الصعود التدريجى من بدايات الشهر، لتكون ليلة القدر قمة التالق ، فى مجال عقد الصفقات الكبرى مع رب العالمين ، .. وقليل أهلها !! .

12- علينا أن لا نهمل الجانب التكافلى فى هذا الشهر : كفالة لليتيم ، ودعما للفقير، وحضا على طعام مسكين .. وأما إفطار الصائم فله من الأجر ما يذهل الإنسان ، ولكن بشرط الإخلاص وعدم التباهى ، وإختيار من نتقرب بهم إلى الله تعالى فى تقديم الطعام إليه .. فإن هذا من مصاديق تقديم القربان بين يدى الله تعالى ، وهو الذى لا يقبل إلا من المتقين .

أولا يكفى ماقلناه ! لأن نحقق شعارنا : ( ليكن هذا الشهر خير رمضان مر علينا ) فعلى بركة الله تعالى فليستبق المتسابقون ، وليفز الفائزون ، تحديا لقوم اجتمعوا على مائدة : شبعها قليل ، وجوعها طويل !!


نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم الصيام وصالح الأعمال
اللهم صل على محمد وآل محمد
أخوكم أبوفؤاد
</div>

 

 

 توقيع الديواني :
الديواني غير متصل