أخترنا لكم جزئية من:
سنن التغيير الاجتماعي/ لـــــ السيد منير الخباز 6 محرم 1429هـ
التغير قسمان : تغير فعلي وتغير انفعالي
التغير الانفعالي :المجتمعات المتخلفة التي لا تمتلك تخطيط ولا رؤية للمستقبل ولا وعي سياسي ولا اجتماعي ، هذه المجتمعات تتغير بالمجتمعات الاخرى ، مع الأسف أن بعض مجتمعاتنا تتلقى ثقافتها ومفاهيمها من الخارج ، هذا المجتمع يتغير لكن تغير انفعالي ، هذا مجتمع غير رشيد ، المجتمع الرشيد هو المجتمع الذي يمتلك تخطيط للمستقبل الذي يتغير بطاقة أبناءه وتخطيط رجاله وهو يتغير تغير فعلي ، فنحن نطمح إلى التغيير الفعلي المبني على تخطيط ورؤية للمستقبل . ،
التغيير الفعلي يعتمد على ركيزتين: إرادة وهدف .
الركيزة الأولى والمقصود بالإرادة هي الإرادة الجماهيرية وليست الارادة الفردية ، فالمجتمع لا يتغير إلا بإرادة جماهيرية عامة لاحظ قوله تعالى :{أن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}يعني التغيير لا يأتي من إرادة فردية وإنما يأتي التغيير من إرادة قومية جماعية جماهيرية ، إذاً الركيزة الاولى الارادة الاجتماعية.
الركيزة الثانية الهدف: إذاً ما هو الهدف؟ الأهداف ثلاثة أنواع : هدف مكرر وهدف مصلحي وهدف إلهي.
الهدف المكرر: هناك من البعض عنده أهداف لكن أهداف مكررة مثل: هناك بعض الاشخاص يملكون ثروة زائدة ، أين يصرف ثروته ؟ يبني مسجد أو حسينية ، وهل نحن نحتاج إلى المساجد والحسينيات ، نحن عندنا وفرة من المساجد والحسينيات ، المساجد والحسينيات هدف مكرر يعني تكرار أهداف أجدادنا قبل مئة سنة، أنت تحتاج إى هدف جديد وفاعل كيف؟
المجتمع يحتاج إلى مراكز ، مركز لرعاية المعوقين مركز للبحوث الاجتماعية والعلمية مركز لتأهيل الطلاب حتى يصلوا إلى مستويات راقية مركز للفنون المسرحية وهكذا، كل ما يخدم مصلحة المجتمع فيه ثواب جزيل ، ورد عن النبي محمد (ص): ( خير الناس من نفع الناس) ، بدل أن تصرف ثروتك في مسجد أو حسينية اصرفها في بناء مركز للمعاقين أو مركز للبحوث.
الهدف المصلحي : هناك جماعات تقوم بمشاريع استثمارية وخيرية وثقافية لكن بهدف مصلحي ، نحن نحتاج إلى أهداف أكبر من ذلك ، نحن نحتاج إلى أهداف أعظم من ذلك ، حتى تكون أهدافنا واعية وسامية فحسينياتنا بأسماء أهل البيت (ع) ومساجدنا بأسماء أهل البيت (ع) ، علينا أن نظهر إذا كنا واعين هويتنا من خلال مساجدنا وحسينياتنا ، حتى أسواقنا تصبح بأسماء أهل البيت ومشاريعنا بأسماء أهل البيت ، هذا مظهر لهويتنا وثقافتنا ، من يخطط لثقافته ولهويته لابد أن يكون مشاريعه ومنتجاته ومنجزاته في إطار ثقافي، إذاً هذا الهدف المصلحي أن الانسان يقوم بعمل لأجل عائلته يأسس مشروع لأجل عائلته أو يأسس مشروع خدمة لمرجعه أو رئيسه هذه كلها أهداف زائلة أما ما ينفع الناس فينقص في الأرض.
الهدف الإلهي: قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ } كل الإنسانية تسير نحو الله حتى الكافر يسير نحو الله ، فالكل يسير نحوقال تعالى:{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} لكن هناك قوسان قوس صعود وقوس نزول فالذي يسير نحو الله وهو ملتفت إلى الله فهو يسير في قوس نزول والذي يسير نحو الله وهو قد نسي الله فأنساهم أنفسهم فيسير في قوس نزول وكلاهما سيلتقيان مع الله يوم القيامة ولكن هذا سيلتقي بوجه والآخر بوجه قال تعالى:{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
الوجه يعني الصفة ، الله يلتقي بوجهه ووجهه صفته لكن وجهه له صفتان الرحمة والنقمة يلقى مع قوس الصعود بصفة الرحمة ويلتقي مع قوس النزول بصفة النقمة فلتكن أعمالنا لله لخدمة الانسانية لخدمة المتمع الإنساني قال تعالى:{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورً}.
منقول