أنا من رأيي بأنه ( كبت مارسته الأسرة منذ البدء ) .. فـلم نعـد نرى هذه الأيـام أسـرة تجـتمع لتتحـدث في موضوع مـا , وذلـك بأن الأسـرة اعـتادت عـلى الصمت , أو ربما تأثير سـابـق في حـياة الشخـص .
مثلا .. في أيام الطفولـة لم يعـتاد الفـرد في المنـزل على أن يتحدث الأبناء معـه , وربما لم يعـتاد الا عـلى الصراخ , والضرب المبـرح . فهـذا شي أسـاسي في نفـور الفـرد من الجـلوس مع الأسـرة , خوفـا من أن تهـز شخصيـته أمام أفراد العـائلـة , وأمام ملأ غـريبـين من محيـط الأسـرة ( ربمـا ) .
ومـن ثـم , الكلام بيـن الصـغير والكـبيـر لا يأتـي الا عـلى المـن , نحـن أفضل منـك , وأنـا أفضـل وأنـا أفضـل ...
هـذا عامـل مهـم أيضـا فـي نـفور الشخـص من النظر الـى أخيـه ( حـتى ) .
وهـناك عـوامـل كـثيرة لا يسعـنا ذكـرها فـي هـذا الوقـت , ولكـن بالإخـتصار , نستـطيـع أن نـقول بأن التربيـة هـي أسـاس الصمـت بيـن الأسـر , ومثلمـا قال أخـي " المهـداوي " الأب أسد الغابة في المنزل والأم منشغلة بأشياء تراها أهم من أنها تلاطف وتتحدث مع أبنائها ، قد يبني أن في نفوس الأبناء والبنات العديد من الأمور الغير مرغوبة " وهـذا شي حـقيقـي فـي هـذه الأيـام .
حيـث لـم نعـتد بأن نـرى أبـا يسـتشيـر ابـنه مثلا فـي أمر من الأمور , في المـنزل , وخارجـه , ولـم نعـتد بأن يطرح الأب مشكـلة على الأبـناء مثـلا ويجعـل منهـم الحـلول لهـذه المشـكلة . ولم نعـتد ملاطفـة الأب لأبـنائه الصـغير منهـم والكبيـر .
فكـل هـذه الأمور تنعكـس سلـبا نحـو الأب أولا , ونحـو الأسـرة ثانيـا , فلمـا يكـون الأب هـو الكلمـة العـليا في المـنزل , تـرى الأبـناء يـنفرون من الجـلوس أمامـه , لكـون ليـس لهـم مجـال فـي التحـدث , وليـس لهم أي مجال في طرح الآراء , لكونهـم يعـرفـون بأن مصيرهـا الهـواء .
وعوامـل كـثيرة هـي سـبب نفـور الأبـناء من بعضهم البعـض , وكلهـا تنـدرج تحت إطـار ( التـربيـة ) .