عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-2002, 10:16 AM   رقم المشاركة : 10
ترانيم
مشرف سابق







افتراضي ش/ش/5 - شعر الأبوذية

بسمه تعالى

نستكمل هنا المشوار مع الأدب الشعبي ومع فن : الأبوذية .

فالأبوذية : أكثر فن شيوعا من سائر فنون الأدب الشعبي ، ففيه تتجلى البراعة ، وقوة الديباجة والإرهاف الحسي الدقيق . وهو أقرب الفنون إلى المشاعر والنفوس الرقيقة التي صهرها الحب المجهد والعشق القاتل . وقد استخدم هذا الفن في الغناء الريفي فهيمن على الإحساس وصفد العقل وأضاف عنصرا حيا إلى عناصر الغناء .

وقد علل البعض قديما سبب تسميته بـ الأبوذية ، فقال : كلمة مركبة من ( أبو ) أي صاحب ، ومن ( ذية ) وهي مخففة أذية ، فيكون معناه ( صاحب الأذية ) وهذا التعليل قريب من الصواب لأن ناظمه أو قارءه لا يمكن أن يجيده إلا إذا كان مصابا بحادثة سواء كانت نفسية أو مادية مما تستوجب ألمه فيندفع بواسطته للإعراب عما يدوره في خلده ولنفس كربه بواسطته .

والأبوذية نوع من بحر الوافر ، يتألف البيت الواحد منه من أربعة أشطر . ثلاثة منها متحدة القافية بالجناس اللفظي مختلفة المعنى ، والرابع يختم بياء مشددة وهاء . وبعضهم جعلها خمسة أشطر بحيث جعل الشطر الخامس هو الرابط .

وقد استخدمت الأبوذية في سائر أغراض الشعر وهي : العتاب ، التوجع ، الحماس ، المديح ، الرثاء ، الغزل ، الهجاء ، المراسلات ، السياسة ، الاجتماعيات ، الألغاز ، الفلسفة .

ولقد توسعت آفاق الأبوذية فانقسمت إلى قسمين :
1 ـ المطلق وهو الذي ينظمه الشاعر بطبيعته الفطرية دون أن يستعين بخيال غيره أو معانيه .
2 ـ المولد من الشعر العربي ، وهو الذي اقتبس معانيه قسم من الشعراء الشعبيين فصبها في قالبه الخاص .

نماذج من شعر الأبوذية : ـ

ـ يقول الشيخ حسين الكربلائي وهي مخمسة :
الألف ألف الذوايب من نسلها
البيه بادت ضلوعي من نسلها
التيه تاهت أفكاري من نسلها
الثيه ثاري الحواري من نسلها
الجيم وجنة الفردوس ليه



ـ ويقول حمزة الفتلاوي
سكن نبضي ولا يشتغل بحراك
ولك يا منهل الوفاد بحراك
رأيت الناس كلها اقصدت بحراك
أتيت بجرتي تمليها ليه
وهو بذلك يعارض قول الشاعر العربي :
ولما رأيت الناس شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي


ـ ويقول السيد عبد العزيز آل كفاية :
ترف لجلك نبيح العين بالعين
مدام العين ويا العين بالعين
عين العين حامي العين بالعين
لجل عيناك أثر مرض بيه


ـ وقال الشاعر حسين الحبيب معارضا أرجوزة ابن مالك :
ترفع كان المتبدا اسما والخبر
تنصبه ككان سيدا عمر

والأبوذية هي :
روحي للحكم تقنص وتنصب
شركها ودمعتي تجري وتنصب
ترفع للإسم كان وتنصب
الخبر والنه بعكسها اتعمل هيه

ـ وقال الشيخ راضي على بيك :
أبد ما زلزلك حالي وهدك
عفاه شيحمل الكلفه وهدك
قصدي بس أصيدنك وهدك
وريد اتصير حر وترد ليه


ـ وقال السيد حسين أبو القاسم الحلي :
نعلة الله على الشيطان وزني
خفيف وثقل المنعول وزني
كنت خير أبد مالوط وزني
وابشرك صارت الثنتين بيه


ـ وقال حمود الشيخلي :
على شوقك لسوي اليوم لجنة
وعلى وصفك ابكل الخلق لجنة
ورد لخدود حلو الطول لجنه
وقطعه ابشفتي ورتشف ميه


ـ وقال الشيخ حسين بو خضر :
يمن اسمك نزل بالذكر وصفه
وصاير لليريد اعلاج وصفه
يمته اجلس وصط حضرتك واصفه
من أكداري وهموم الي عليه


ـ ويقول جابر الكاظمي :
دليلي ابفرحة الأحباب واله
وراح اليوم نجم النحس واله
يربي صلي عالمختار وآله
انبعث هادينه والدنيا زهية


ومودعين بالله ورسوله

 

 

 توقيع ترانيم :
ش/ش/5 - شعر الأبوذية
ترانيم غير متصل   رد مع اقتباس