قال الأمام علي (ع): ( الصبر على الشهوة عفة )
العفة هي منع النفس من الأمور المحرمة أو التي لا ينبغي القيام بها
ويعرف الشهيد المطهري (رحمه الله) العفاف فيقول: أن العفة حالة نفسانية تعني السيطرة على القوة الشهوانية بواسطة العقل و الأيمان.
الفرق بين العفة والحجاب:
المسألة الأساسية في هذا هي أن العفة تتفوق على الحجاب من حيث السعة والأفضلية.
الحجاب زي خاص أ ما العفة فهي خصلة ورؤية ومسيرة
الحجاب غطاء خارجي بينما العفة غطاء خارجي وباطني
قد يكون الحجاب ناتج عن الرياء أو التظاهر أو الاضطرار, أما العفة فهي خصلة وقيمة اختيارية
و العفة أشكال مختلفة منها العفة في النظر , العفة في الكلام , العفة في الشهوة , وغيره الكثير
وقد ترتدي المرأة حجابا مناسبا ولكنها تفتقد إلى العفة في النظر أو القضايا الجنسية ........
وعلى هذا يجب أن تهتم بموضوع العفة مع الحجاب من أجل بناء مجتمع سليم ترتدي نساءه الحجاب بوعي.
ولقد أشار القرآن على هذه القيمة الإنسانية والإسلامية بمصطلحات مثل: العفاف, الاحصار, والحصور.
ولمعرفة أهمية العفاف يكفي أن الله تعالى خصص سورة قرآنية كاملة لبيان ضرورة العفاف وهي سورة النور
وقد راعى القرآن جانب العفاف حتى في بيان أكثر القضايا التاريخية إثارة مثل قصة يوسف عليه السلام
والقرآن هو كتاب العفاف وهو برنامج لمن يريد سلوك هذا الطريق المقضي إلى السعادة, ويحتل العفاف مكانة خاصة في الروايات قال الأمام علي (ع): (أفضل الحياء العفاف ) وقال أيضا (ع) ( العفة رأس كل خير)
وقال (ع):ما المجاهد الشهيد في سبيل الله أعظم أجرا ممن قدر فعف) وقال أيضا ( كاد العفاف أن يكون ملكا من الملائكة)
وسأل الأمام الصادق(ع) ( الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي (ع) إن الله ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة, وركب في البهائم شهوة بلا عقل, وركب في بني آدم كلتيهما فمن غلب عقلة شهوته
فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته على عقله فهو شر من البهائم )
وقد أشار أمير المؤمنين (ع) إلى علا ئم آخر الزمان ومن بين ما جاء في كلامه (( صار الفسوق نسبا والعفاف عجبا))
تعميم العفاف: يبدو أحيانا أن العفاف موضوع خاص بالمرأة ولكننا نفهم من خلال دراسة الآيات والروايات أن ضرورة العفاف تشمل الرجال أيضا قال تعالى ( الزاني لاينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لاينكحها إلا زان أو
مشرك وحرم ذالك على المؤمنين) ولا يوجد فارق في وجوب العفاف بين الأشخاص العزاب والمتزوجين مع أن القرآن يخاطب الأشخاص العزاب الذين يحتاجون أكثر لتحصيل ملكة العفاف قال تعالى(وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ......... الخ الآية )
وبما أن هناك أناس متزوجون أنجرفوا إلى الأنحراف بسبب عدم مقاومتهم الميول الجنسية , فأنه يمكن القول أن
أنه لا يوجد اختلاف بين الرجل و المرأة والأعزب والمتزوج في وجوب العفاف.
فوائد العفاف: حفظ النفس والعز, والرفعة , طهارة الأعمال , سلامة المجتمع .
العفاف هو مدعاة لحصانة الشباب من كلا الجنسين من الاضطرابات الذهنية والفساد والتشرد والأمراض الروحية والنفسية ويحول دون أنحطاط المجتمع أخلاقيا , ويحافظ على تماسك العائلة .
إن الشباب قبل الزواج ينظرون إلى الزواج كأمنية إذ لم تكن على تماس مع الجنس الآخر , وعندما يصل الفتى
أو الفتاة سن البلوغ يظهر لديهم شعور طبيعي إلى زوجة أو زوج , فإذا عاش الشاب أو الشابة في بيئة تسمح له
بإقامة علاقة جنسية حرة أو بإقامة علاقة ودية أخرى عن أي طريق آخر قبل الزواج فإنه سينظر إلى الزواج نظرة سلبية ويعتبره قيد له ويتصور نفسه في البيت الزوجي مثل سجين وكأن شريك حياته سجان , ولهذا فالزواج في النظام الغربي يعني تقييد الحرية , أما في الإسلام فهو يعني الانتقال من التقييد إلى الحرية .
ويمكن القول أن الفئة التي تنال الحرية من خلال الزواج يكون زواجها راسخا وحياتها ناجحة لأنها بلغت هدفها
في حين أن الفئة التي ترى الزواج بمثابة قيد تحاول دائما الهرب من هذا السجن وهي تطمح بالحصول على الحرية
التي فقدتها ولكن هيهات , فمثل هذه الحرية سراب مهما بحث عنها لا ينالها إلا القليل.
مراتب العفاف: 1_ العفة في الميل الجنسي وهي تعني عدم لجوء الإنسان إلى ارتكاب الأعمال الحرام المنافية للعفة لإطفاء شهوته و توجيه هذا الميل في الأتجاه الصحيح و الحلال
2_ العفة في أعضاء البدن بأن يقوم الإنسان بمنع أعضاء بدنه من أرنكاب الذنب , فيبعد العين عن النظر الحرام
والأذن عن سماع الغيبة و الأغاني......., ويمنع اللسان عن الكلام الباطل , أي أنه يمنع جميع جوارحه من فعل الذنب
3_ العفة في الفكر وهي عدم تفكير الإنسان بارتكاب الذتب . .........وبهذا نصل إلى درجة يتساوى فيها ظاهره
وباطنه ويصبح وجوده تجسيدا للعفاف, فلا يرتكب معصية ولا يفكر في بارتكابها.
تعتبر فاطمة الزهراء (ع) بنت الرسول صلى الله عليه وآله هي مثال للعفاف ومظهر للعصمة والكمالات الإنسانية وهي سيدة نساء العالمين وزوجة ولي الله وأم الأئمة وأسوة الأمة وهي السيدة التي قال عنها الأمام الحسن العسكري (ع) " نحن حجة الله وفاطمة حجة علينا" وهي الزوجة المثالية والمرأة المثالية .....