تابع لما سبق
هل زينب بنت الرسول ’ أم ربيبته؟:
وأما عن زينب فلا نستطيع أن نطمئن إلى أنها كانت بنت رسول الله >صلى الله عليه وآله< أيضاً، لأننـا بالإضافة إلى أن مـا قدمنـاه آنفـاً حـول زوجتي عثمان كله بعينه جارٍ هنا ـ إذا كان أبو العاص بن الربيع قد تزوجها قبل البعثة ـ نشير إلى ما يلي:
1 ـ قال مغلطاي عن خديجة: >ثم خلف عليها أبو هالة النباش بن زرارة فولدت له هنداً، والحرث، وزينب، وكانت تكنى أم هند، وتدعى الطاهرة<(سيرة مغلطاي ص12).
2 ـ وعن عمرو بن دينار: أن حسن بن محمد بن علي أخبره: أن أبا العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان زوجاً لبنت خديجة فجيء به للنبي >صلى الله عليه وآله< في قدّ، فحلّته زينب بنت النبي >صلى الله عليه وآله< الخ..( المصنف للحافظ عبد الرزاق ج5 ص224).
فالتعبير أولاً ببنت خديجة يشير أنها لم تكن ابنته >صلى الله عليه وآله< وإن كان عاد فذكر أنها بنت النبي >صلى الله عليه وآله<؛ فلا يبعد أنه يريد بنوتها له بالتربية، وإلا فلماذا خصها أولاً بأنها بنت خديجة؟!
فنسبتها إلى خديجة أولاً تكون قرينة على إرادة بنوتها للنبي >صلى الله عليه وآله< بالتربية.
3 ـ ويذكر الشيخ محمد حسن آل ياسين عن زينب: أن بعض المصادر تقول: إنها ولدت وعمره >صلى الله عليه وآله< ثلاثون سنة(أسد الغابة ج5 ص467، ونهاية الإرب ج18 ص211، والاستيعاب هامش الإصابة ج4 ص311)، وتزوجها أبو العاص بن الربيع قبل البعثة، وولدت له علياً مات صغيراً، وأمامة، أسلمت حين أسلمت أمها أول البعثة النبوية(راجع: كتاب النبوة هامش ص65).
وذلك غير معقول، فإنه لا يمكن لبنت في العاشرة أن تتزوج، ويولد لها بنت، وتكبر تلك البنت حتى تسلم مع أمها في أول البعثة؛ وهذا حيث لا تزال أمها في العاشرة من عمرها(راجع هامش كتاب النبوة للشيخ محمد حسن آل ياسين ص65).
ولكن كلام هذا الباحث غير متين، لأن المقصود بالتي أسلمت هي وأمها هو: زينب وخديجة، وليس المقصود هو أمامة وزينب وذلك ظاهر لا يخفى.
وبالنسبة لأم كلثوم فإن الروايات تذكر: أن علياً حين هاجر اصطحب معه خصوص الفواطم، وأم أيمن، وجماعة من ضعفاء المؤمنين(سيرة المصطفى ص259، والسيرة الحلبية ج2 ص53)، وليست أم كلثوم بينهم؛ فهل هاجرت قبل ذلك، أو بعده وحدها؟ وكيف لم يصطحبها علي >عليه السلام< معه ليحميها من كيد قريش؟ ولماذا؟ ولماذا؟!.
وبعدما تقدم نستطيع أن نقول: إننا لا يمكن أن نطمئن بشكل نهائي إلى ما يقال: من أن عثمان قد تزوج ابنتي رسول الله >صلى الله عليه وآله< للاحتمال القوي بأن تكونا ربيبتيه، وكذا بالنسبة لزينب زوجة أبي العاص.
وعلى هذا فيصح أن يقال لمن تزوج ربيبة لشخصٍ: أن ذلك الشخص قد صاهره، ونال درجة من القرب منه، وعلى هذا فلا منافاة بين ما ذكرنا، وبين قول أمير المؤمنين >عليه السلام< لعثمان: >وقد نلت من صهره ما لم ينالا<(نهج البلاغة ج2 ص85 وأنساب الأشراف ج5 ص60 والعقد الفريد ج3 ص376 والجمل ص100 عن المدائني والغدير ج9 ص74 عن بعض من تقدم وعن تاريخ الأمم والملوك ج5 ص96 وعن الكامل في التاريخ ج3 ص63 وعن البداية والنهاية ج7 ص168.).
لكن يبقى: أن ذلك الصهر هل قام بواجباته تجاه ذلك الذي أكرمه بتزويج ربيبتيه له؟! فهذا بحث آخر، وله مجال آخر، وستأتي بعض الإشارات لما كان من عثمان في حق زوجتيه ربيبتي النبي الأكرم >صلى الله عليه وآله<.
ومهما يكن من أمر: فقد صدر لنا كتاب باسم >بنات النبي أم ربائبه<، وكتاب >القول الصائب في إثبات الربائب< فليرجع إليهما من أراد التفصيل.
منافسون لعلي:
ولعل إصرار الآخرين على بنوتهن له >صلى الله عليه وآله<، وإرسالهم له إرسال المسلمات، يهدف إلى إيجاد منافسين لعلي في فضائله الخارجية، ولذلك أطلقوا على عثمان لقب >ذي النورين<!! هذا، مع العلم بأن سيرته لم تكن مع هاتين البنتين على ما يرام.
ويلاحظ أيضاً: روايتهم الموضوعة حول زواج علي ببنت أبي جهل، والتي مدح فيها رسول الله >صلى الله عليه وآله< مصاهرة أبي العاص له >صلى الله عليه وآله<؛ تعريضاً بعلي >عليه السلام< حيث كان في مقام تحذيره، والإزراء عليه.
ولي إضافة أُخرى إن شاء الله تعالى.