عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2008, 07:37 PM   رقم المشاركة : 19
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: (لاتحزن إن الله معنا...) آية للتوضيح.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني وأخواتي ، سوف أنقل لكم كلام العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي حول آية الغار نقلاً عن كتابه القيم الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم(الجزء الرابع ص:201-213) وسوف تكون على حلقات وبالله التوفيق:-

الحلقة الأولى:--

مع آية الغار:

قال تعالى: ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾(الآية 40 من سورة التوبة).

ربما يقال: إن هذه الآية تدل على فضل أبي بكر، لأمور:

منها: أنه عبر عن أبي بكر بأنه ثاني اثنين،بدعوى أنه أحد اثنين في الفضل، ولا فضل أعظم من كون أبي بكر قريناً للنبي «صلى الله عليه وآله».

ومنها: أنه جُعل صاحباً للنبي «صلى الله عليه وآله»، والصحبة في هذا المقام العظيم منزلة عظمى.
ومنها: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال له: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ أي أنه معهما بلحاظ نصرته ورعايته، ومن كان شريكاً للنبي «صلى الله عليه وآله» في نصرة الله له، كان من أعظم الناس.

ومنها: قوله تعالى: ﴿فَأَنزَلَ اللهَ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾ فإن السكينة قد أنزلت على أبي بكر؛ لأنه هو المحتاج إليها، لما تداخله من الحزن، دون النبي «صلى الله عليه وآله»: لأنه عالم بأنه محروس من الله سبحانه وتعالى(راجع: دلائل الصدق ج2 ص404 و 405).

ولكن ذلك كله لا يصح، وذلك لما يلي:

1 ـ إن عائشة تقول: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن، غير أن الله أنزل عذري(صحيح البخاري ط سنة 1309 ج3 ص121، وتفسير ابن كثير ج4 ص159، وفتح القدير ج4 ص21، والدر المنثور ج6 ص41 وراجع الغدير ج8 ص247.) وحتى عذرها هذا قد ثبت أنه لا يمكن أن يكون قد نزل فيها، كما أثبتناه في كتابنا حديث الإفك.

2 ـ أما كونه ثاني اثنين، فليس فيه إلا الإخبار عن العدد، وهو لا يدل على الفضل، إذ قد يكون الثاني صبياً، أو جاهلاً، أو مؤمناً، أو فاسقاً الخ..

والفضيلة في القرآن منحصرة بالتقوى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهَ أَتْقَاكُم﴾(الآية 13 من سورة الحجرات)، لا بالثانوية.
ويزيد العلامة المظفر: أنه لو كان المراد الإثنينية في الفضل والشرف، لكان أبو بكر أفضل لأنه هو الأول، والنبي هو الثاني بمقتضى الآية!!( دلائل الصدق ج2 ص404).

3 ـ من الواضح: أن الهدف في الآية هو الإشارة إلى أن النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» كان في موقف حرج، ولا من يرد عنه أو يدفع، أما رفيقه فليس فقط لا يرد عنه، وإنما هو يمثل عبئاً ثقيلاً عليه، بحزنه وخوفه ورعبه، فبدل أن يخفف عن النبي «صلى الله عليه وآله»، ويشد من أزره، يحتاج هو إلى أن يخفف نفس النبي «صلى الله عليه وآله» عنه، ويسليه!! أو على الأقل لم يكن له أي أثر في الدفاع عن الرسول، والتخفيف من المشقات التي يتحملها، إلا أنه قد زاد العدد، وصار العدد بوجوده اثنين.

4 ـ أما جعله صاحباً للنبي «صلى الله عليه وآله»، فهو أيضاً لا فضيلة فيه؛ لأن الصحبة لا تدل على أكثر من المرافقة والاجتماع في مكان واحد، وهو قد يكون بين العالم وغيره، والكبير والصغير، وبين المؤمن وغيره، قال تعالى: ﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ﴾(الآية 22 من سورة التكوير)، وقال: ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ﴾(الآية 37 من سورة الكهف).
فالصحبة من حيث هي لا فضل فيها.

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


رد: (لاتحزن إن الله معنا...) آية للتوضيح.

التعديل الأخير تم بواسطة طالب الغفران ; 20-08-2008 الساعة 08:11 PM.
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس