والآن مع أسئلة الأخ ( صدى العهد ) :
س1 في نظرك ,, هل كل خطاط رسام ؟؟ أو هل كل رسام خطاط ؟؟؟ وكيف تفرق بين راسم الحرف وبين من يخطه خطا ؟؟
ج1 / لا .. ليس كل خطاط رسام ، ولا كل رسام خطاط .
يتصور البعض أن الرسام يستطيع أن يصبح خطاطاً أو العكس ، وهذا تصور خاطئ ، إذا أن الخطاط لا يعتمد على كتابة الحرف بالرسم ، فنقول خط الحرف أو كتبه لا رسم الحرف ، فرسم الحرف مأخوذ من تقليد شكله ليس إلا ، أما كتابته بالشكل الصحيح الخطي فمعناه الكتابة مباشرة بالقلم ضمن ضوابط قواعدية منصوص عليها لكل خط على حدة .
ولذا وحتى وإن حاول رسام ما تقليد لوحة خطية فإنه يقلدها ولكن الخطاط المجيد يميز أن هذا الحرف مرسوماً رسماً وليس بمكتوب بريشة القلم ، إذ أن الرسم لا يكون دقيقاً هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يكون فيه بعض التجاوزات نتيجة جهل الرسام بقواعد هذا الحرف أو ذاك .
نعم لو كان الرسام خطاطاً في نفس الوقت فقد يرسم لوحة تشكيلية ويضطر أن يرسم الحرف ضمن لوحته التشكيلية ، ولكن حتى رسمه للحرف فإنه يستخدم جرة قلم أو طبشور أو فرشاة ومن ثم يحدد مجمل أطراف الحرف بالقلم الرصاص ويأتي الحرف شكلاً كالرسم ، ولكنه في الحقيقة قد كتب ابتداءً بالقلم ، ومن ثم حددت أطرافه .
ولكي لا يقال أن كلامي بعيداً عن المنطق فإني شخصياً ومنذ زمن بعيد أحاول أن أدقق في رسم الرسامين المحترفين لا الرسامين الهواة فقط ـ الرسامين غير الخطاطين ـ فأجد أن 99.99% من رسمهم للحرف يكون رسماً خاطئاً قواعدياً ، بل يعتبر عند من يملك شيئاً من بدايات قواعد الخط العربي حرفاً مشوهاً .
ونفس كلامي هذا ينطبق على الخطاط الذي يمتهن الرسم من غير موهبة ، إذ أن المعيار الأساسي لكلا الأمرين هو الموهبة ، فإن لم تكن الموهبة موجودة لنفس هذا الفن أو ذاك فتقليدها بفن أخر يعتبر محاولة وليست أصيلة .
فالرسم فنٌ بحد ذاته ، فإن لم يملك الرسام موهبة خطية وممارسة دؤوبة على إتقان قواعد الخط العربي فإنه لن يستطيع أن يقنع الخطاط بأنه كتب هذا الحرف أو ذاك ، والعكس من حيث إذا أمتهن الخطاط الرسم وهو لا يملك الموهبة ولا الممارسة الجادة في إتقان هذا الفن فإنه لن يقنع الرسام الحقيقي أنه رساماً ، وإنما مجرد متطفل على فن ليس له علاقة به من قريب أو بعيد .
أما عن سؤالك عن كيفية تفريقي بين راسم الحرف وبين من يخطه خطا فهذا يعتمد على مدى معرفتك وإبداعك بفن الخط العربي ، فالمقدرة تختلف من شخص لأخر حسب ما وصل من تعمق بهذا الفن
أما أنا شخصياً ـ وأعوذ بالله من كلمة أنا ـ أتصور أنني وصلت نوعاً ما إلى التفريق بين رسام الخط وبين كاتبه بالنظر إلى روح الحرف نفسه ، وكيفية تمالك هذا الحرف من أول امتداد لهذا الحرف وحتى نهاية أخر نقطة حبر بطرفه بنفس الروح ، فإن اضطرب ولو بمقدار ملم فإنك تعلم أن هذا الحرف إما كتب من خطاط غير محترف ، أو أنه مرسوماً رسماً ؛ إذا أن الرسام مهما بلغ من دقة فإن رسمه قد ينحرف ولو بمقدار نصف ملم فيلاحظ من قبل الخطاطين المحترفين أن هذا الحرف مرسوماً وليس بمكتوب بالقلم الطبيعي .
س2 هل يرى ( أبو حسن) صحة هذه العبارة ( الخط الحسن يزيد الحق وضوحا) ؟؟
<span style='color:darkblue'>ج / ( الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً ) . هذه العبارة تنقل عن الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" ، وكثيراً من الخطاطين قد كتب هذه العبارة بمختلف الخطوط ونسبها إلى الإمام "عليه السلام" ، فإن صحت عن الإمام "عليه السلام" فيبقى علينا محاولة تأويلها فقط لا إثباتها أو نفيها ، وإن لم تثبت يبقى لوجهات النظر مكان .
أما لو حاولنا ولو قليلاً أن نتامل في هذه العبارة فإننا نجد أنها تحتوي على جانب إيجابي للخط العربي قد يكون مخفي عن غير المهتمين لهذا الفن تحاول تسليط الضوء عليه ، وهو أن الخط الرديء قد يطمس الحقيقة في بعض الأوقات ، إذ أن كتابة بعض الجمل بخط غير مقروء في الأمور التي تترتب عليها اثر معين .
ولأضرب مثلاً ( الوصية ) فالوصية لو كتبت بخط غير مقروء فقد يحول هذا الخط الرديء دون تنفيذ ما أراده الكاتب ، لا لشئ سوى لسوء خطه ، ففهمت عبارة معينة بغير ما أرادها لتشابه بعض الحروف أو إلتباس في القراءة ، فلو كان خطه حسناً لما أشتبه في تأويل هذه الكلمة أو تلك ولكن الحق واضحاً جلياً كشروق الشمس .
أما أكثر من هذا فأنا ـ شخصياً ولأعتبره رأي شخصي يحتمل النقص في دلالة فهمي له ـ لا أتصوره .</span>
س3 / أتمنى منك أستاذي الفاضل أن تطلعنا على بعض إبداعاتك بالخط الفارسي ؟.
ج3/ قريباً سأهدي لك بعض المخطوطات بالمنتدى وأرسل لك أصل الكتابة ، تحياتي الخالصة لك .
***10***تحياتي وللجميع***10***
،،،
،،
،
.