حيا الله جميع الأخوة
..................
فتاوى الواقع
يمثل الإمام آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد علي السيستاني المرجعية القيادية المتصدية والحاضنة الحضارية لمركزية المشروع الإسلامي والوطني العراقي المعاصر ويؤكد من موقعه الديني والسياسي كل يوم مسؤولية المشرع المطالب بحقوق الأغلبية المسحوقة من أبناء الشعب العراقي ـ هذه الأغلبية التي عانت الأمرين من سياسات النظام السابق ويمثل كذلك طموح العراقيين في الاستقلال ونيل الكرامة وحيازة كامل الحرية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفردية سعياً لإقامة الدولة الوطنية العادلة.
وحين نتحدث عن الإمام السيستاني فنحن نتحدث في الحقيقة عن تراكم فقهي وفكري وسياسي وروحي غارق في حركة التاريخ لأن الإمام يمثل خلاصة سياق كبير من الفقهاء والعلماء المجاهدين الذين توارثوا على خدمة المذهب وطموح أبناء الإسلام الذين يبحثون عن الدولة العادلة والحاكم العادل والحياة الاجتماعية والسياسية العادلة أيضاً التي يلعب فيها المشرع دور الناظم لحركة الحياة وليس الدور الذي توارثت عليه أنظمة الحكم في أغلب البلدان العربية والإسلامية وهو دور تطغى فيه لغة الاستبداد والقمع وكبت الحريات والمقابر الجماعية الدور الذي يفسح في المجال للديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن الإمام السيستاني يمثل اليوم المشرع الناظم لدور الفقيه المنظم لحركة الحياة السياسية والاجتماعية ويقود بكفاءة عالية حركة المجتمع العراقي باتجاه الديمقراطية وإحلال خيار حكومة الإنسان في ظل ظروف وتحديات سياسية واجتماعية وعسكرية غاية في الخطورة. وحين يقف الإمام هذا الموقف من مسائل أساسية في المجتمع العراقي كالديمقراطية والمطالبة بالانتخابات وإحلال البديل الوطني إنما ينطلق في كل ذلك من رغبة العراقيين أنفسهم وليس من رغبة مؤسسة أو حزب سياسي أو إطار مرجعي بعينه إيماناً من الإمام أن هذا الدور سيخرج المرجعية الدينية من إطارها التقليدي ليضعها في قلب الصورة السياسية للبلد وفي تضاعيف مشهد التحديات الراهنة التي يمر بها العراق شعباً وسيادة وطموحات وأهداف بعد أكثر من ثلاثة عقود من الاستبداد والقمع وحاكمية دولة المنظمة السرية.
تصنيفات واقعية
وعلى هذا الأساس يصنف المرجع الديني الكبير في أرشيف الدول وفي ثقافة الأحزاب السياسية وآراء الفقهاء والعلماء والمؤسسات الدينية المختلفة بوصفه مرجع الأغلبية المسحوقة وزعيم سياسي كبير ينهض بأعباء بلد مدمر يمر بأحلك لحظات عمره التاريخية وأحرجها لا سيما وأن هذا البلد واقع تحت الاحتلال العسكري الأمريكي المباشر بعد حرب (عالمية) ضد نظام القهر والاستبداد في بغداد شاركت فيها أكثر من (45 دولة في العالم) للإطاحة بنظام ديكتاتوري هو الأكثر قسوة من بين أنظمة الحكم في العالم.
إن تمثيل طموحات الأغلبية المسحوقة والتصدي للزعامة السياسية في هذه الظروف عملية معقدة وكبيرة ومهمة وأساسية وتحمل في طياتها أعباء ثِقل قيادة الجماهير العراقية ولاشك أن الإمام في كل تأكيداته وتصريحاته السياسية وفي مجمل حركته القيادية في الأمة ومع الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني العربية والإسلامية ووفود المجتمع الدولي والجامعة العربية والأمم المتحدة أكد بوضوح تام أنه المرجعية القيادية القادرة على استيعاب زخم الحركة السياسية في الأمة والاستجابة لمتطلباتها وأهدافها وعدم التراجع عن المواقف التاريخية والوطنية والإسلامية الصلبة القاضية بخروج قوات الاحتلال من العراق وإقامة السلطة السياسية الوطنية العراقية وفرض مبدأ الانتخابات الحرة قاعدة لبناء الدولة والمجتمع والمستقبل والمصير الوطني الحقيقي.
......................
هذه المشاركة هي تتمة الفصل الثاني من هذا الكتاب القيم
وان شاء الله - وكما ذكرت سلفا - من المشاركة الآتية سوف نكتفي بوضع روابط ماتبقى من فصول هذا الكتاب اضافة إلى كتب أخرى تحدثت عن شخصية الإمام المرجع نسأل من الله التوفيق والسداد وأتمنى من الأخوة الأعزاء أن يتحفونا بما عندهم حول شخصية هذا المرجع العظيم .