عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2008, 04:34 AM   رقم المشاركة : 1
المستشار
طرفاوي نشيط جداً
 
الصورة الرمزية المستشار
 







افتراضي في نظرك أنت هل تستحق الأحــــســــاء التصويت لكي تكون ضمن العــجـــائـــب؟!



لجنة عجائب الطبيعة تزور الأحساء!!

حيدر موسى العديل * - « شبكة الفجر الثقافية »


http://www.walfajr.com/artc.php?id=7756









في ساعة متأخرة من الليل، انطجعت في مخدعي لعلني أنال بشرف اغماضة خفيفة، لكن الأرق صرعني.. تقلبت على اليمين وأخرى على الشمال.. أفكار تروح وأخرى تأتي، بعضها عابر وأخرى تستحق التأمل.. نزل حينها أمين وحيي، لا أعلم لربما شيطاني بتساؤلات عديدة حول التصويت للأحساء ضمن عجائب الطبيعة السبع.. قمت ففتحت الإنارة وأضأت الكمبيوتر، لا تدقق عدي.. وتوجهت إلى صفحة الوورد المحببة إلى قلبي، لربما لأنها بيضاء للتو لم تسودها شخابيط أفكاري، وكتبت تساؤلاتي المعاكسة التالية:

لماذا نصوت للأحساء ؟ هل لأننا من الأحساء ؟ هل بالفعل تستحق الأحساء التصويت ؟ ولو خُيرت بين الأحساء وبين بلد أجمل سبق لك أن زرته فمن تقدم ؟ من المستفيد الأول للتصويت للأحساء ؟ أنا أم المسئول أم الأحساء ؟ لماذا هذا الاهتمام الإعلامي الكبير بالأحساء، في الصحف والتلفزيون والمواقع والمنتديات ؟ هل أصبحت الأحساء حلوة الآن في نظر هؤلاء بعد أن غازلتها العيون الخضراء من بعيد ؟!.

فجريدة اليوم أعادت فتح ملحقها عن الأحساء، والمنتديات بدأت بإفراد قسم خاص للتمدح بالأحساء، ويا عيني على البلدية شاده حيله لتوعية الناس بضرورة التصويت، وتذكيرهم بواجبهم الوطني، ونست هي بالمقابل واجبها الوطني تجاه الأحساء!!، فهذا الواجب لا يؤديه بالعادة إلا الشعب!!، والمضحك أن البلدية للتو قد انتهت من أزمتها ودفعت ما عليها من مستحقات تجاه المشاركين في حسانا فلة الماضي، المهرجان السياحي الأول للأحساء!!.

هل ستخدم المراكز المتقدمة لعجائب الطبيعة الأحساء، في مشاريع تنموية وخدماتية مثلا ؟ وهي كما بلغني أن ميزانيتها السنوية لا تعادل ميزانية منطقة أخرى مساحتها مدينة واحدة من مدن الأحساء!!، ماذا لو حققت الأحساء مراتب متقدمة ؟ ماذا لو قررت اللجنة أن تزور الأحساء من دون سابق إنذار، على حين غفلة من البلدية والمسئولين حتى لا يُلفقوا كالمعتاد ما يمكن تلفيقه في الشوارع!!.. حجزت اللجنة على أول رحلة طيران، فتفاجأت أن لا يوجد مطار دولي لمن سيختارها العالم كأجمل طبيعة!!، اضطرت اللجنة للنزول إلى أقرب مطار يبعد عن الأحساء ساعة ونصف.. اتجهت إلى محطة القطار للوصول إلى الأحساء، فرأت أن القطار لا يليق بملكة الطبيعة.. اضطرت اللجنة أن تركب تاكسي ظنا منها أنها ستستمع بتفاصيل أكثر جمالا على جنبات الطريق، والحمد لله انه لم يكن من التكاسي الصفراء الفاقع لونها!!.

على طول الطريق وسائق التكسي يحرق زقارة بعد أخرى، دون مراعاة لشعور لجنة من دول متقدمة تحظر التدخين في الأماكن العامة.. الدنيا مظلمة لا يكاد يُرى منها إلا مصابيح السيارات، وجميل أن قدومهم لم يكن نهارا.. وصل التاكسي إلى الأحساء دون سابق إنذار ولا لوحة إرشاد.. أضاع الطريق في شوارع وممرات وسكك مبعثرة ويكـأنها مصمم من قبل خياط.. دخل إلى أحياء النزهة.. تاه فيها وفي ظلامها الدامس.. ارتطم التكسي بقوة في إحدى الحفريات والأخاديد التي تزين الحي، فاستقرت دون حراك.. اضطرت اللجنة إلى النزول لدف التاكسي، فرأته طاف على بركة من المجاري الخضراء!!.

وصل التاكسي إلى شارع مغلق، أمرت اللجنة سائقه بالتوقف.. فسألت أحد المارين عن سبب إغلاق الشارع ؟ فأجاب أنه مغلق للتوسعة منذ ثلاثة شهور!!.. اضطر التاكسي لتتغير الاتجاه إلى شارع أخر مكتظ بالسيارات والحوادث سببه إغلاق الشارع الأول.. بانت سعيفات النخيل لكنها برائحة الخرفان النائمة في أحواشها على جنبات الطريق، وصوت القطاطات المنبعث من الاستراحات التي تلتهم بيئتنا الخضراء .. ساعة وساعة تمضي واللجنة تبحث عن فندق يقلها ليلها الأسود، فهي بعدد أصابع اليد، فتساءلت إن كان بالإمكان لهذه المنطقة أن تحتضن مئات الآلاف من السياح، في حال فوزها بملكة جمال الطبيعة وهي معدومة الخدمات!!.

وضعت اللجنة في الحسبان جدول زياراتها في اليوم المقبل، الذي كان من ضمنها جبل القارة، وقصر إبراهيم المغلق، ومشروع حجز الرمال الذي اقتلعت الرمال أصلا أشجاره، بالإضافة إلى رغبتها في شرب كأس من البترول، ورؤية أباره الذي لا أعرف أنا ابن الأحساء لونه ولا رائحته ولا طعمه!!، ومن ثم الاستحمام في العيون المائية التي لا تعلم اللجنة بأنها قد جفت، ولا يسبح فيها الآن إلا الحراسين!!.

أذن الفجر.. والملائكة تقول لي: يرحم والديك قم صل، واقطع فلمك الهندي، قبل ما تطلع الشمس وتلفح علينا بلهيبها فيبان للجنة ما أخفاه عليها ظلام الليل!!.

حقيقة:

كلما حاول البعض طمس الأحساء وتهميشها، كلما زادت توهجا وعلا شأنها، وما ترشيحها لعجائب الطبيعة إلا دليل على هذا التوهج، وصدق الشاعر حين قال:

أحساء مهما ضيعوك تبسمي ومهما سقوك المر لا تتألمي

 

 

 توقيع المستشار :
إن الحــقــيــقــة كــالــنــحــلــة فــي جــوفــهــا العــســل وفــي ذنــبــها إبــرة
المستشار غير متصل   رد مع اقتباس