من أبدع بحق وتحمل لهيب الشمس في عز الظهيرة من الساعة الثانية إلى قبيل المغرب ,
هم الكوادر بشكل عام والكوادر العاملة في إعداد المخيمات بشكل خاص ( تسامحاً نقول المخيمات وإلا في هذه السنة غابت المخيمات وحلت محلها الـ (استندات) التي لا تقل تعباً في تنزيلها وصفها وترتيبها عن المخيمات إن لم تفوقها..) ,,
لا سيما أن عملهم الدؤوب ليلة الجمعة في تركيب الـ(استندات) واللوائح وتجهيزها تجهيزاً جيداً ,
قد ذهب ادراج الرياح في أقل من طرفة عين بفعل الرياح كما يبدو , مما حدا بهم للوقوف مرة أخرى في ساحة المهرجان وإعادت نصبها من جديدة على ما في ذلك من تعب وإرهاق شديد وفي تلك الساعة الشديدة الحرارة من النهار , وبقيت المجموعة إلى ما يقرب السادسة مساءً وهي في سباق مع الزمن من أجل إعادت ما خرب ( وتقريباً كل الـ استندات سقطت وسقطت معها اللوائح المعلق عليها ولم يبقى منها إلا القليل لم تطله يد القدر ),,
أضف لذلك أن ذات المجموعة هذه لم تغادر ساحة المهرجان إلا قبيل الفجر بقليل , وبقيت مجموعة أخرى إلى أذان الفجرة , وقد بدا على الكثير منهم أثار التعب والارهاق والسهر , حتى أن بعض الإخوة اضطر لطرد الأخ العزيز والمجاهد الصابر بوحسن الشملان بالقوة بعد أن رأوه يترنح من شدة التعب , لذلك من هنا أيضاً لا ننس أن نوجه تحية إكبار وإجلال لهذا المؤمن الجلد الذي لا يكل ولا يمل من العمل الاجتماعي.
طبعا كل ذلك لا يعن أن الاستاذ الفاضل والشيخ الجليل علي الحجي لم يفعل شيء أو لا يستحق أن توجه له بطاقة شكر وعرفان , وهو المعروف بنشاطه وهمته العالية , إلا إن الأمر بالنسبة للاستاذ أخف وطأة وأكثر اريحية مما قامت به الكوادر مشكورة , وهذا لا ينقص من حق الاستاذ شيء.
طبعاً من المؤسف أن لا يلتفت أحد من عامة المؤمنين إلى هذه الجهود , وتمر على كثير منا مرور الكرام , ويبدو أن شريحة واسعة من الناس اعتادت وألفت أن ترى الكوادر العاملة تعمل كل سنة , فاعتقدت أو استقر في ذاتها أن ذلك واجب عليها , ونست أن الكوادر منذ أول يوم عرفت فيه المهرجان لم يحدث أن تقاضت فلساً واحداً عن أي شيء قامت به, ولم يحدث أيضاً أن ساقها أحد قسراً للقيام بما تقوم به , وكل ما تفعله هو بمحض ارادتها واختيارها, فقط نذكر ذلك من باب التذكير لا غير , لأن عدد غير قليل من الإخوة الكوادر يشتكي من سوء معاملة من بعض الإخوة الاداريين , وهذا ما يجعلنا نذكر إدارة المهرجان شكر الله سعيها , وعامة المؤمنين, إلى أن هذه الأيد العاملة لا تعمل أجيرة عند أحد ولا تتقاضى عن أي عمل تقوم به أي مبلغ من المال , وكل ما تفعله هو بمحض ارادتها وقناعتها , لذلك من اللازم الالتفات إلى ذلك.
شكر الله جهودهم واثابهم وجعلهم دوماً أيد خادمة للمؤمنين.
أيضاً لا ننس أن نذكر بالأطفال وصغار السن الذي لا يقل عملهم هم أيضاً قيمة عن عمل غيرهم , فهم لا يفترون كما رأيناهم يقومون بواجبهم وبما يكلفون به على أحسن وجه.
شكر الله جهودهم مساعيهم.