بعضهم ينظر للأجانب (برستيج) وآخرون يحمون أنفسهم من غضب الجماهير
أجانب الدوري السعودي الحالي يكلفون الأندية 75 مليون ريال
إذا كانت تحويلات المغتربين الموجودين والعاملين في المملكة العربية السعودية قد بلغت هذا العام ما يقارب الـ15 مليار دولار، فإن حجم تحويلات لاعبي الكرة الأجانب تحتل الجزء الأكبر منها إذ تجاوزت 20 مليون دولار، وهو ما تؤكده إحصائية تقريبية لعقود اللاعبين الأجانب المشاركين في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم فقط لهذا الموسم، الذي انطلق قبل أيام، وقبل أن تتم جميع أنديته كافة تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب.
ويشهد الدوري الكروي السعودي دائماً وفي كل عام تعاقدات مع لاعبين أجانب، بعضهم يكون مميزاً، وتستفيد منه الأندية السعودية وهم قلة على أي حال، وبعضهم الآخر يبدو وكأن لا علاقة له بكرة القدم من قريب أو بعيد، بل إن بعض هؤلاء الأجانب يجلسون على مقاعد الاحتياط وكأن المبالغ التي دفعت لقاء صفقات التعاقد معهم ألقيت في صندوق مخلفات النادي.
ويرى كثير من خبراء الكرة السعوديين أن بعض إدارات الكرة في الأندية السعودية تتعاقد مع لاعبين غير سعوديين وهي على علم بأن إمكانياتهم أقل من المطلوب، ولكنها تتعامل مع عملية التعاقد معهم لذر الرماد في العيون، ولتظهر أمام الإعلام الرياضي السعودي بأنها تعاقدت مع لاعبين أجانب ولم يكتب لهم التوفيق، في حين تنظر بعض الإدارات الأخرى إلى عملية التعاقد مع لاعبين أجانب من باب (البرستيج)، وبالكاد هناك إدارات تأتي باللاعب المعقول نظراً لضعف الإمكانيات المادية.
في حين أن المعقول وبعيداً عن الحسد والتحامل على وجود اللاعبين الأجانب في المسابقة السعودية الأبرز، فإن عملية التعاقد مع لاعبين أجانب لابد وأن تكون خاضعة لضوابط ومعايير معينة أهمها امتلاك اللاعب شهادة أنه لعب في دوريات كروية معروفة، مثلما يفعل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الذي رفض احتراف قائد المنتخب السعودي سامي الجابر الذي لعب في نهائيات كأس العالم مرتين، وتلاعب بقائد منتخب إنجلترا توني ادامز في اللقاء الذي جمع المنتخبين السعودي والإنجليزي في ملعب ويمبلي صيف عام 1998م بحجة عدم لعبه في دوريات ومسابقات كروية عالمية، وذلك حينما رغب نادي وولفر هامبتون (درجة أولى) بالتعاقد مع اللاعب بعد تجربته.
ومثل هذه الشروط التي يقررها الاتحاد الإنجليزي تقي أندية مغبة الوقوع في تعاقدات متواضعة، لأن وجود اللاعب غير المواطن في أي مسابقة في العالم من شأنه أن يطور اللعبة في ذلك البلد.
والحال كذلك في الدوري الفرنسي لكرة القدم الذي كان من حصيلته تتويج المنتخب الفرنسي بطلاً للعالم وبطلاً لأوروبا عامي 1998 و 2000م، والذي يلعب فيه أكثر 300 لاعب أجنبي.
وفي إحصائية بسيطة تظهر كم عدد اللاعبين الأجانب الموجودين في الدوري السعودي الممتاز بعد أن ألغت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أعلى هيئة رياضية سعودية عملية التعاقد أو استقطاب لاعبين غير سعوديين للعب في دوري الدرجة الأولى وبالتالي أراحت خزينة أندية الدرجة الأولى الفارغة هي بالأصل.