بالأمس فاجأتني أختي الصغرى بخبر محاولة صديقتها الانتحار ؟
والمفجع أنها ليست بالمرة الأولى لها ،
تناولت علبتين من حبوب الأدوية وحدثت صديقتها وهي تبكي بسبب الألم الذي يذب في معدتها ،
بعد فترة عاودت صديقتها الاتصال مرارا وتكرارا دون أن تجيب الفتاة ،
فأوجست الصديقة في نفسها خيفة وكلمت والدة الفتاة لتطمئن عليها ، فذهبت الوالدة لغرفة الفتاة وفجعت بأمرها ،
كانت تبكي وتضرب رأسها بقوة بعدما رأت علب الأدوية ملقاة على الأرض، حاولت الاستنجاد بالجيران لنقل الفتاة للمستشفى وبعد عمل غسيل للمعدة ومراجعة الطبيب النفسي خرجت من المستشفى ضاحكة ! ،،
تحاول أختي معرفة السبب لهذه المحاولة المتكررة لتوديع الحياة ولكن دون جدوى ،
جلست أفكر خصوصا مع كثرة من يقول ويردد برغبته في الانتحار ، وأن الدنيا اسودت في عينيه ، كيف كان يفكر ؟!
ربما لو قلت أن الحياة متعبة ولدينا من المشاكل ما لحد له وما لا يطاق من الهموم والأحزان ، فما مدى اقتدائنا بأهل البيت عليهم السلام ؟
يقال أن كل المصائب هونتها مصيبة الحسين عليه السلام ، لماذا لم تفكر زينب سلام الله عليها في الانتحار بعد ما رأت من الذل والهوان بعد استشهاد أخيها الحسين عليه السلام ،
كيف لي أن أحوز غضب الله ، كيف أن لا فرق لدي بين جنة ونار ، وبين إسلام وكفر ؟،
لنقل أن هذا الإنسان بعيد كليا عن الدين ،
لنفكر من ناحية عاطفية ، كيف له أن يتحمل الألم الذي سيسببه لنفسه سواء بطعنة سكين أو ببلع كميات كبيرة من الأدوية أو بالشنق أو أيا كان ، هل هي قسوة القلب كما يقال ؟
لماذا لا يفكر المنتحر بأهله ووالدته وأحبائه ، كيف ستكون ردة فعلهم حينما يفقدونه لأنه لا يود العيش بينهم ، كيف سيرفع والده رأسه وابنه منتحر سيرمى على وجهه في نار جهنم؟ ،
لماذا لا يفكر بحل مشاكله من الأساس ؟ لماذا يتسرب اليأس إلى قلبه ولا يأس من رحمة الله ،،
مجرد التفكير في معنى الانتحار يسبب لي القشعريرة ، فكيف بمن يقلبون فكرته في عقولهم كل يوم وليلة ؟؟
{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} (56) سورة الحجر
،،
ريحانة الإيمان.