[ابن تيماويه]

بسمه تعالى شأنه

صور أكثر من رائعة منك أختي الفاضلة

( همس المشاعر )

وربي هو الرزاق الكريم يرزق من يشاء بغير حساب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .

ملاحظة اختي الفاضلة أرجو تقبلها من أخيك المقصر /


وهي أنه لايوجد لامن انبياء الله ولا من ملوك الأرض ولا من غيرهم من حكم العالم كله مثلا النبي سليمان لم يملك الأرض كلها بل كان مسيطرا فقط على بلاد الشام وهي بلاد اليهود وهي مملكتهم الكبرى وزعيمهم الأكبر حيث الآية تشير {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} ،{إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} ، {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} سورة النمل


فلو كان العالم كله تحت سيطرة النبي سليمان لكان الجميع من المسلمين والمؤمنين لأن قوات النبي سليمان العسكرية كانت تفوق الأنظار من حيث القوة والعتاد والسلاح والعسكر .وذلك أن النبي سلميمان لن يجعل اي شخص يعبد غير الله تعالى في ملكه .


وأما ذوالقرنين فدليل عدم حكمه للأرض كلها فهو محاربته لقوم يأجوج ومأجوج {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} (94) سورة الكهف

وايضا ذلك أن الاسفار الطويلة التي قام بها ذو القرنين من أجل إصلاح الناس دليل على عدم حكم الأرض كلها .


وأما النمرود فلم يكن هو الآخر يملك الأرض كلها إذ كان ملكا على بابل فقط ولم يكن يسيطر على على بلاد الروم .


وأما الملك بخت نصر فهو ملك بابل أيضا وكان كافرا ملحدا بالله وكانت بلاد اليهود غير خاضعة لحكمه حتى هامهم في بلادهم ودمرهم تدميرا واسر اليهود وهدم بيت المقدس وقصة النبي عزير عليه السلام خير شاهد على ذلك في القرآن الكريم حيث أنه لما كان في سفر ورجع منه إلى اورشليم ـ بيت المقدس ـ وجدها خرابا كلها فقال من يحي هذه العظام {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (259) سورة البقرة

وذلك أن النبي عزير عليه السلام بدأ برد الناس إلى وطنهم بعد تشريدهم من قبل بخت نصر واعاد على اليهود التوراة بعد أن نُسي الكثير منه ، فسمي بعد ذلك ( مجدد الحضارة اليهودية ) .




ىسف على الإطالة والإسهاب في الكلام وارجو منك قبول ذلك اختي الكريمة .