عزيزي رجل مــا
أعتذر عن تأخري في الرد على استفساركم ،،
كتبت في موضوع سابق عن الاستعارة ولا بأس أن أعيد كتابتها مرة أخرى ,,
أركان الاستعارة ثلاثة :
مستعار
ومستعار منه
ومستعار له
**
وأقسامها كثيرة :ـ
استعارة محسوس لمحسوس بوجه محسوس نحو {واشتعل الرأس شيبًا} فالمستعار منه هو النار والمستعار له الشيب والوجه هو الانبساط ومشابهة ضوء النار لبياض الشيء وكل ذلك محسوس وهوأبلغ مما لوز قيل اشتعل شيب الرأس لإفادته عموم الشيب لجميع الرأس ومثله وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض أصل الموج حركة الماء فاستعمل في تركتهم على سبيل الاستعارة والجامع سرعة الاضطراب وتتابعه في الكثرة {والصبح إذا تنفس} استعير خروج النفس شيئًا فشيئًا لخروج النور من المشرق عند انشقاق الفجر قليلًا قليلًا بجامع التتابع على طريق التدريج وكل ذلك محسوس.
استعارة محسوس لمحسوس :ـ
نحو {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} فالمستعار منه السلخ الذي هوكشط الجلد عن الشاة والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل وهما حسيان والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر وحصوله عقب حصوله كترتب ظهور اللحم على الكشط وظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل والترتب أمر عقلي ومثله فجعلناها حصيدًا أصل الحصيد النبات والجامع الهلاك وهوأمر عقلي.
إلخ ،،
لن نذكرها كلها فالاستعارة المحمودة هي التي تترك تأثيراً في النفس وإرهافاً للحس ولذا كثرت في الكلام
الجاهلي " الشعر الجاهلي " وكثر في كتاب الله كما ذكر بعضها آنفا ً ..
فوظيفة الاستعارة عزيزي رجل ما لا تقف عند مجرد التزيين والتحلية وإنما قيمتها
في الحقيقة في أنها وسيلة اكتشاف العالم الداخلي للشاعر .. فالاستعارة تقرب حقيقتيين
بعيدتين احداهما عن الأخرى كل البعد وقد تجردتا من أي علاقة يكمن فيهما ..
وبالتالي إذا خلات الاستعارة من هذه الثوابت التي بنيت من أجلها الاستعارة تحولت
إلى استعارة مذمومة وخاصة إذا تم استعارة كلام كتاب الله والتغيير فيها بشكل مفسد للمعنى القرآني
وبالتالي الاستعارة دقيقة جداً إذا تم تطبيق أركانها الصحيحة ..
أتمنى أن أكن قد وفقت في الرد وأي إضافة جديدة نجدها حتماً سنضعها لكم ،،