عم السكوت في الغرفه و امي شديده الغضب فصرخت في وجه اختي
ـــ الم اكلمكي يا بنت ؟تكلمي عاشقه اي كلب؟
كانت تصرخ في وجه ليلى و كأنها هي المذنبه
ـــ لا تغضبي يا والدتي إهدئي ارجوكي انتي لا تعرفينه وانا ايضا لا اعرفه...
هذه المره فقط والدتي سألت
ـــ من؟
ـــ ذلك الشاب ... ذلك الشاب الذي داخل الدكان... ذلك دكان النجاره....في ذلك الدكان النجاره
يوجد صبي يعمل... تقول اسمه احمد، أحمد النجار
بينما والدتي كانت تنظر الى اختي و بإستغراب فجأه و من دون كلام وقعت راكعه على الارض
و اخفت وجهها بيدها و انا كنت ارتجف من الخوف و اختي تنظر الي بعتاب قالت:
ـــ والدتي عزيزتي هل انتي بخير؟
في النهايه والدتي رفعت رأسها شاحبت اللون و كأنه جف الدماء من جسدها فنظرت الى اختي و بحنيه سألتها:
ـــ كنتي تمزحين يا ليلى صح؟
و لأنها رأت اختي ملتزمه الصمت فمره اخرى اخفت وجهها بيدها و صرخت
ـــ يا الهي!...
فتمزق قلبي لرويتها بهذه الحاله فتحاول اختي بأن تهدءها و اقناعها قالت:
ـــ والدتي هي تريدأن تصبح زوجته
ـــ هي تغلط،يا الهي ماذا سأقول لوالدكي ؟ سيقول لي لم تعرفي كيف تربي ابنتك!
ـــ انا سأتكلم مع والدي
ـــ ألا تخجلين انتي ايضا مثلها فقدتي عقلك
فإلتفت الي و قالت:
ـــ حسابي معك فيما بعد صايره بتعشقي يا قليله الحياء و عاشقه من نجار معدم و حقير! اتفووو عليكي و علي انا التي انجبتكي
فإزداد بكائها وارتفع صوت بكائها فقالت لها اختي :
ـــ لا تفعلي بنفسك هكذا يا والدتي سيجف الحليب من صدرك
فأخذت والدتي في حضنها و قبلتها و حاولت تهدئتها
ـــ احسنتي يا بنت وما قصرتي على هذه الفضيحه ماذا اقول لوالدك؟ اقول ابنتك قد عبله؟عاشقه نجار الحي الحافي؟اقول إن انت يجب ان تصبح والد زوجت النجار المعدم النجار الشحاد؟
فغضبت من كلامها و لا أعرف كيف تجرأت و رفعت صوتي عليها من الممكن غياب والدي اعطاني الجرأه و قلت
ـــ شحاد فليكن فهل يجب على الجميع ان يكونوا أغنياء ؟فهو يعمل و بكد و لا يسرق ليلى لم تقل أنا سأقول يريد أن يذهب الى المدرسه العسكريه و يصبح ذات شأن
فإتجهت والدتي نحوي و هي غاضبه و قالت:
ـــ انزلي عيونك الوقحه الى الارض الا تخجلين من نفسكي يا قليله الحياء
فهجمت علي و امسكت بطرف فستاني و ارادت التهجم علي وفبكل قوتي اسطتعت تخليص نفسي من يدها و هربت كنت اسمع صوتها و هي تصرخ فما أن يأتي الليله والدكي تأكدي سيخرجون جثتكي من القصر فوقفت على الباب و انا ابكي قلت:
ـــ هذا افضل سأرتاح
فصرخت علي ليلى
ـــ اصمتي يا مريم اصمتي و اخرجي
فخرجت من الغرفه و ركضت بإتجاه الحديقه و جلست قد حل الليل و اختي المسكينه وهي تحاول
بيني و بين والدتي بعض الاحيان تحاول اقناعي بأن اكف عن هذا الجنون و أحيانا تقوم بنصيحه والدتي
ـــ والدتي العزيزه هل مريم الوحيده التي عشقت؟فالكثيرون يعشقون و يتزوجون و في النهايه يعيشون سعيدين
ـــ نعم يعشقون و لكن ليس بنجار معدم إلا إن كان على جثتي
اختي الصغيره شهرزاد تنظر الي بحيره و هي لا تعرف ماذا يجري تصرخ والدتي قائله:
ـــ فلم تفكر في سمعت والدها و لم تفكر في سمعت امها و اخواتها و لم تفكر في هذه الطفله البريئه
و بيدها اشارت على اختي شهرزاد ليلى قالت:
ـــ والدتي مريم تقول الصدق هو سيذهب الى المدرسه العسكريه و سيصبح ذات شأن
ـــ ليلى غلطت غلطه كبيره و انتي ساندتها الليله ما أن يأتي والدكي سأجعله يوريها النجوم في عز الظهر
ـــ والدتي العزيزه استحلفكي بالله ما أن يأتي والدي لا تخبريه حينها دعيه يستريح و يأكل بعدها...
جاء والدي و كان القصر يعمه السكوت و كأننا في مأتم فلاحظ والدي الوضع فسأل:
ـــ لماذا لا يوجد خدم في القصر أين ذهبوا؟و أين محمد رضا فأنا لا اسمع صراخه؟وماذا عنكي انتي ليلى ماذا جاء بك في هذا الوقت تكلموا ماذا يجري هنا لما الجميع صامتون ؟ فليخبرني احدكم و انتي يا مريم ماذا بك؟لماذا لستي على طبيعتك ؟ لماذا ترتجفين؟ فليخبرني احدا ماذا يجري هنا هيا تكلمي يا نرجس لما انتي شاحبه؟
ـــ سوف اخبرك بكل شئ ولكن ارجوك بأن تهدء لكي استطيع اخبارك
فخرجت من الغرفه وخرجت شهرزاد ورائي وقالت لي بصوت منخفض
ـــ اذهبي واختبئي فما ان يعرف والدي تأكدي سيقطعكي اربا اربا
فطلبت منها بأن تصمت وتذهب الى غرفتها وتنام وظليت انا استرق السمع من وراء الباب
ـــ طيب!?
ـــ انا ارسلت محمد رضا مع الداده الى منزل ليلى بحجت اخلاء القصر
ـــ اخلاء القصر؟ لماذا؟
ـــ اريد التكلم معك
مسكينه والدتي كان صوتها يرتجف وهي تخاطب والدي
ـــ بخصوص ماذا؟
ـــ بخصوص مريم
انزلت والدتي رأسها الى الاسفل وتابعت كلامها
ـــ هي قد اخبرت ليلى بأنها لا تريد إبن عمها
ـــ ما معنى هذا؟ في البدايه قالت يجب أن أرى ابن عطاء الدوله وبعد ما رأته قالت لا اريده لأنه ارمل وعنده اولاد ألم تكن تعرف من البدايه بأنه كان متزوج وله اولاد والآن ايضا لا تريد منصور
ـــ والله يا باشا أنا بنفسي قلت لها هذا الكلام
ـــ إذن ماذا تريد؟الى متى ستظل دون زواج ؟هي ليست طفله ، عمرهاخمسه عشر سنه و لما الان بنفسها لا تعرف ماذا تريد
ـــ بلى يا باشا هي تعرف ماذا تريد
والدي كان ساكنا في مكانه كالتمثال و بعد لحظه قال
ـــ ماذا قلتي؟
ـــ يا باشا استحلفك اذا كنت ستغضب و تصرخ ...
والدتي لم تسطتع ان تتابع فبصوت منخفض جدا تابعت
ـــ هي تقول ... هي تقول ... في الحقيقه هي تحب شخصا
ـــ تحب شخصا؟ من؟
كان والدي غاضبا جدا و كأنه ينتظر جلب رأسي له لكي يفصله عن جسدي
ـــ ماذا اقول يا باشا
ـــ انا سألت من
صوت ابي ارتفع فوالدتي كانت حذره فقبلها قد اغلقت كل النوافذ و الابواب
ـــ يا باشا اخاف ان اقول فهو ليس...ليس من اصل و نسب عريق
ـــ هي أين رأته فصرخ والدي هائج كالعاصفه و قال
ـــ نرجس فأناسألتكي هي تريد من؟
كان واضحا بأنه لا يريد لفظ اسمي
ـــ إن قلت لك فلن تغضب؟استحلفك بالله...
ـــ قلت من يكون هذا الشخص؟
ـــ هو صبي نجار ذلك النجار الذي لا يسوى شيئا اسمه احمد
جلس والدي كالتمثال وواضعا يده على صدره دون حراك و في حياتي انسانا بهذا الشكل تتبدل شفاه الحمراء الى هذا البياض لقد اصبحت شفاه والدي بيضاء جدا و اصبح لون شاحبا ووالدتي تنظر اليه بخوف فلقد كان سكوته اكثر خوفا من صراخه بهدوء قالت
ـــ باشا؟!
وبما إنٌ والدي ما زال صامتا قالت والدتي:
ـــ يا باشا هو يريد أن يذهب الى مدرسه عسكريه ولن يظل مدى حياته نجار
والدي كان كما هو ينظرالى نقطه معينه و كان هادئا و صامتا ففتح فمه بصعوبه وكأنه شخصا يشدٌ حنجرته فبصعوبه قال:
ـــ أين هي؟أين هذه البنت؟
فأمسكته والدتي من ذراعيه و قالت:
ـــ استحلفك بالله يا باشا أن تهداء فماذا تريد منها؟
ـــ تتجول في الاسواق و الأزقه و من دون رقيب واي شئ ارادته فعلته أين هي؟قلت أين هي؟
اختي و بترجي قالت
ـــ والدي استحلفك بالله بأن تسامحها هي اخطئت، فمن الاساس أنا التي لم يجب أن اخبركم هي طفله و كأي طفله أخطئت
فصرخ والدي قائلا:
ـــ طفله ؟ لما كانت امكي في عمرها كان لها طفلا عمره سنتين كل هذا بسببي انا ،انا الذي اعطيتها الحريه المطلقه ووثقت بها و لكني سأمزق جسدها بالصوت حتى تنسى عشقها
ردت عليه اختي
ـــ ماهذا الكلام يا والدي ماذا يعني عشقها؟
والدتي تقول:
ـــ يا باشا لا تفضحنا فصوتك سيخرج من القصر و سننفضح امام الناس
فصرخ والدي فاقدا اعصابه
ـــ فضيحه؟ و اكبر من هذه الفضيحه؟ هل تظنين ان الخدم لم ينتبهوا هل هم اغبياء لكي لا يفهموا ماذا يجري؟ وحتى لما الان لم يفهموا لم يتأخر الوقت بعد، كانت اختي معها الحق لما قالت لا تدلل بناتك كثيرا،أقول لكي إذهبي و أخبريها بأن تأتي ، أين هي الان؟ إن لم تخبريها سأذهب بنفسي لها
فهجم والدي نحو باب الغرفه و انا كنت في داخل ارتجف خوفا و كنت اسمع والدتي تقول له:
ـــ ماذا تريد أن تفعل يا باشا فأنت الان غاضب وقد تفعل شيئا ثم تندم عليه لاحقا
ـــ تنحي جانبا يا إمراه و لا تعترضي طريقي
ـــ استحلفك بغلاوت محمدرضا ارحمها
ـــ بغلاوت محمد رضا؟ هل هذه البنت دعتني اتهنى بفرحت إبني
فكانت اختي تترجاه و تقول له:
ـــ ارجوك يا والدي اولا اذهب و تعشى إن كل هذا بسببي انا
لقد سمعت صوتا مخيفا ففهمت إنٌ والدي لقد ركل طبق الطعام نحو الجدار، اختي ووالدتي كانتا تصرخان و انا خائفه فركضت بإتجاه الحديقه و كنت احمل حذائي في يدي لكي لا يسمع صوت اقدامي وانا اركض فسمعت صوت باب الغرفه و صراخ والدي الذي كان كالأسد الذي يريد الهجوم على فريسته يصرخ و يقول أين انتي يا بنت ؟ أين ذهبتي؟ و كان كالمجنون يبحث عني
في كل الغرف و في كل ارجاء القصر فركضت إلى الحديقه و ذهبت نحو المطبخ ووضعت عبائتي على رأسي و ذهبت نحو غرفه الخدم فمازلت اسمع صوت والدي و هو يصرخ .
فبعد مرور بضع ساعات لم اعد اسمع صراخه فرجعت الى الداخل و كنت خائفه و كأني سأذهب الى القصاب و الحمدلله يبدو انٌ الجميع كانوا نائمين أم كانوا يتظاهرون بالنوم حتى يخمدوا النار التي اشتعلت في القصر بسببي فبهدوء فتحت الغرفه التي كنت اعلم انه ليلى تنام فيها دخلت و اقفلت الباب خلفي ففتحت عينها و رأتني و لقد كنت متعبه جدا فتمددت جنبها ووضعت رأسي حنب أذنها و قلت ماذا جرى؟
ـــ ماذا كنتي تريدين أن يحدث ؟ رأيتي ماذا ما اشعلتي من نار فوالدي اصدر امرا بمنعكي من الخروج خارج القصر و اذا استلزم الامرفيجب أن يكون بالعربه و برفقت والدتي أم الدادا و أن يكون بإذن من والدتي
ومن دون ارادتي تنهدت آآآآآآآه
ـــ والدي قال سيرسل لعمي خبرلكي تذهبوا الى مزرعته سياخذونكي معهم لكي يجهزوا كل ما يلزم لزواجكي من منصور
مره اخرى قلت آآآآآآآآآآآه و تهت في افكاري و لم أرى شيئا حولي فقط كنت اتمنى الموت و كنت احقد كثيرا على منصور فتابعت اختي
ـــ و ايضا منع بأن اي شخص من اهل هذا القصر أن يتجول قرب السوق و على الجميع أن يغيروا طريقهم للذهاب الى و ليذهبوا من الطريق الاخر
أنا كنت صامته و كأني جثه هامده من دون روح فقط كنت أرى و شعره المتموج على جبينه و أرى منصور و شعره القصير انا لا اريده ليس إجبارا لا اريد منصور فقالت لي اختي:
ـــ يا مريم اتركي عنكي هذا الجنون و فكري مليا و انظري ماذا فعلتي بالجميع فأنتي التي مع كل هذا العز و الحياه المرفهه فهل تستطيعين أن تصبحي زوجت نجار؟ هل تستطيعين بأن تعيشي مع انسان لا يملك شيئا؟ اريد أن أعرف هذا الشاب ماذا يملك بغير رائحه الخشب الكريهه
فقطعت كلامها و قلت
ـــ اتركيني و نامي
ـــ قولي لي بماذا تفكرين؟
ـــ افكر فيه
فاغلقت الابواب في وجهي كنت مثل القطه المتوحشه و المتمرده و هي في المصيدهلم أكن أجروء أن انظر في وجه والدي و كنت اتجنب رويته، فبعد رجوع الدادا و التي كانت تنظر الي بشكوك ومن دون أن تتكلم تحضر لي الطعام وأما والدتي لقد كانت قدر الامكان تتجنب النظر الي
كلما كنت اخرج من الغرفه و طبعا للضروره و كنت اصادفها في طريقي انزل راسي الى الاسفل و أسلم عليها و لكن لا أسمع ردا على سلامي أما اختي شهرزاد لقد كانت الواسطه بيني و بين والدتي .
يتبع,,