عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-2008, 02:45 PM   رقم المشاركة : 6
عاشق الخيل
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية عاشق الخيل
 







افتراضي رد: مآساة مريم .. قصة روعة حقيقية

ساعه عن ساعه يقترب موعد الخطوبه و القصر مزيٌن من الداخل و الخارج بالورود و رائحه الورود تفوح و تغطي المكان بعطرها الفوٌاح و كان القصر مزدحم من الاهل و الخدم الكل سعيد

و مهتم بيني السيده الصغيره راحت و السيده الصغيره أتت و...



مع الغروب وصلوا الضيوف أنا و أختي الصغرى شهرزاد في الغرفه مختبئيين و الضيوف جالسين في الغرفه المجاوره فذهبت القي نظره اليهم من فتحه صغيره في النافذه

والدته العريس إمراه بدينه و مسنٌه و واضح انها متكبره و مغطيه نفسها من فوق لتحت بالمجوهرات و برفقتها إبنتها القبيحه التي متبرجه و كأنها مهرج و زوجته إبنها الأكبر و داده

العريس وهي سوداء البشره و طويله القامه و من ذلك السود الجميلات و التي كان يبدوا عليها

اكثر من والدته العريس و كانت تردد ولدي ولدي و كأنه حقا العريس ولدها المهم تبادلوا الحديث

و المجاملات مثلا شرفتونا , نورتوا القصر بوجودكم و.............

بعدين والدته العريس قالت:إذن أين العروس؟تسمحون نشوفها؟

والدتي قالت:اكيد الان سا تشرفكم

خرجت والدتي من الغرفه وبصوت عالى حتى تسمعهم قالت: عزيزتي شرفينا في الغرفه حماتك

تريد أن تراكي

بعدين بحركه سريعه و من دون أي صوت دخلت الغرفه التي أنا و اختي موجودين فيها و بصوت منخفض قالت: بسرعه إذهبي و أحضري الشاي و قدميه للضيوف و احذري حتى لا ينسكب في الصينيه و لا يكون الشاي بارد بل ساخن

و رجعت للضيوف و بعدها بدقيقتين حملت الصينيه الشاي التي من قبل جهزتها الداده مسكت الصينيه و يداي ترتجف فادخلت الغرفه ما ان دخلت حتى فهمت بانٌ هوس النجار الذي في رأسي

اوهام و كأني ارى بعيني الفرق الذي بيني و بينه . أنا؟

أنا التي متعلقه و متعوده على هذه الحياه المرفٌها و المريحه هو أين و أنا أين ؟ كلانا من عالم مختلف و كأنٌ موجه كبيره أتت و فصلتني عن الخيال و جرتني إلى الواقع

قلت: مرحبا

ردت علي والدته العريس : هلا ماهذا الجمال ماشاءالله

ردت عليها والدتي : تقبل يداكي

قلت مع نفسي أنا حتى لم أشاء تقبيلها فأخذت الشاي و بدقه و بكل حذر حتى لا ينسكب من الاكواب في الصينيه و قدمته لهم الواحده تلو الاخرى جاء دور داده العريس و في اللحظه التي

كانت تحمل كوب الشاي قالت: ماشاءالله تعرفي تحضري الشاي ؟

كان يجب أن أضحك على مزحها حتى ترى اسناني إن كانت سليمه و بيضاء و مرتبه فإبتسمت

قالت: يا سلام ما هذه الاسنان ماشاءالله مثل اللوء لوء

الداده بتاعي كانت واقفه و على أحر من الجمر جنب باب الغرفه . رجعت بصينيه الشاي حتى

أخرج من الغرفه .

والدته العريس و بصوت عالي قالت: إلى أين يا مريم ؟ إبقي معنا مده أطول

سلمت الصينيه للداده بتاعي حتى تخرج من الغرفه و أنا رجعت داده العريس فتحت ذراعيها و

قالت: تعالي حبيبتي لكي اقبلكي أنا من زمان و اتمنى هذا اليوم لولدي

فامسكتني من تحت ذراعي و قبلتني على خدي الايمن و الايسر حتى انها تركت لعابها على خدودي . كنت اعرف إنها تريد أن تعرف فمي لا يعطي رائحه كريهه ؟ أو تحت ذراعي لا يوجد

عرق أو رائحه ؟ فكل الاختبارات كانت إجابيه لإنٌ والدتي لم تقصر كل العطور التي كانت موجوده و ضعتها على و كنت متأكده المساكين أكيد طوال الليل أصابهم صداع مثلي .

جلست وأنزلت رأسي في الارض و بصوت منخفض و بنعم ولا أجيب على كل أسألتهم سرقت نظره و نظرت اليهم و قلت في نفسي هل يجي على خيال هذول السيدات الأنيقات و الراقيات إني

أنا اتمنى أن أصبح زوجته نجار الحي قلبي يتمنى أن اترك كل هذه الرفاهيه و الخدم و الراحه و كل شئ خلفي و أركض و أرتمي في أحضان النجار المعدم ؟ أذهب إليه و أكحل عيني بشوفته و

هو يعمل و يقطع الخشب الله عالم بأنٌ ذلك الدكان الصغير بالنسبه لي قد يكون قصرا وأنٌ رائحه الخشب كالعطر .


فبدت والدته العريس بمدح ولدها فقالت والدتي: عزيزتي مريم إذهبي مره أخرى و أحضري الشاي

المعنى من كلام والدتي خلاص اخرجي من الغرفه . حتى لا يقولوا عني خفيفه و جالسه تسمع الكلام من اوله لآخره وهي مو مصدقه نفسها

لما وشكت على الخروج من الغرفهو كنت مارٌه من جنب والدته العريس حتى امسكت يدي و قالت: إلى أين يا عزيزتي . تعالي و إجلسي جنبي خساره هذه اليد الناعمه تتعب

لكن أنا بلا حدود عجبتهم ووالدتي كانت ستطير من السعاده و قالت: سيدتي جلب الشاي ليس بعمل لا تتكلمي أمامها هكذا بعدين بتدلع و ضحكت و أتت الداده بالشاي و الحلويات و بكل الرسميات و الكلام و المجاملات انتهت الضيافه و قادروا الضيوف

بعد مرور يومين استيقظت من النوم و ابدا لم يكن النجار في فكري و كأني لم أعرفه.

المهم نصيرخان زوج اختي ليلى كان مرتب عزومه وداعي إبن عطاء الدوله حتى انا اذهب و أراه لأنهم قد رسلوا رساله لوالدي و يريدون الجواب ووالدي كان قد رد عليهم أعطونا فرصه نفكر كم يوم و نستشير البنت.

ذهبت في ذلك اليوم الى بيت اختي مشيا على الأقدام لأنه العربه كانت مع والدي,ذهبت لوحدي و

كان ظهرا و الزقاق كان يخلو من الناس و يسكنه الهدوء كنت بأنه السوق و المتاجر كلها مغلقه

لم يبقى لوصولي الى دكان النجار سوى خطوات فلما اقتربت لم أسمع صوت المنشار ففجأه اختفى كل الشوق الذي كنت احمله لرويته اختي كان قلبي يتمنى أن يراه و هو يعمل , كانت كل الاماكن يسكنها الهدوء فلما اقتربت خطوتين الى الامام تفاجأت برويته وهويقفز من على الخشب

الذي كان بجنب الدكان

ـــ السلام عليكم

لقد كان يرتدي نفس الملابس بنطلون اسود و قميص ابيض و لقد كانت أزار قميصه مفتوحه و على طول تذكرت بيت شعر<<......>> دخل داخل الدكان و اتكاء على الطاوله الذي عليها أغراض عمله و مره اخري قال

ـــ نحنا سلمنا ها!

فنظرت من حولي و لم أرى احدا

ـــ و عليكم السلام أنت في وقت الظهرألا تغلق الدكان؟

ـــ عندما أكون أنتظر شخصا لا

ـــ هل كنت تنتظر احدا؟

ـــ نعم

ـــ تنتظر من؟

ـــ انتظركي انتي

فبداءت دقات قلبي تتسارع و بداء جسمي بالإرتجاف فقلت لنفسي هل هذا ما أردتيه؟ أنتي من البدايه و كنتي تعرفين الجواب فلما تسألين مره اخرى؟ ألا ترين بأنٌ تمادى معكي؟إذن متى ستوقفينه عند حدٌه؟ومع كل هذا و بصوت منخفض سألته:

ـــ هل تريد مني شيئا؟

ـــ ألم تكوني انتي من تريد إطارا؟طيب انا صنعته لكي

فحمل الإطار من على الطاوله و قدمه لي فإذن الحمدلله لم تكن نواياه خبيثه فلما سلٌم علي لأجل رزقه فهداء قلبي قليلا و قلت:

ـــ لكن أنا لم اعطيك المقاس

ـــ طيب انتي اردتي شيئا و انا صنعت هذا الشئ و إذا لم يعجبكي فرميه تحت قدميكي و سأصنع لكي آخر , فمنذ اسبوع تقريبا الظهر اجلس و انتظركي

فإقترب مني خطوتين و مدٌ يده و قدم لي الإطار فمددت يدي لكي أستلمه و لم أكن أريد بأن يده تلمس يدي و لكن لمست.

لقد كانت يداه خشنه و كأنها لم تعرف الراحه ابدا. و لم يكن في الزقاق احدا لقد كان يخلو من الناس حتى لو رأني احدا سيكون الأمر طبيعيا فأنا كنت أشتري إطارا لأختي

ـــ انت الذي الظهر لا تذهب الى البيت زوجتك ألا تتضايق؟

ـــ أنا لست متزوجا

ـــ ألا يوجد في فكرك شخصا؟

ـــ نعم

مره اخرى تسارعت دقات قلبي و قلت لنفسي هل الان ارتحتي يا بنت؟ فهذا الرجل على وشك الزواج و في ذلك الوقت انتي بنت بصير الملك جعلتي نفسكي لا تساوين شيئا

ـــ من تكون؟

فقلت لنفسي انتى ما دخلكي؟بنت فلان الوله ما دخلها لكي تعرف من هي خطيبته نجار الحي من تكون؟

ـــ ابنته خالتي

ـــ مبروك مقدما

ـــ مبروك لأمي انا لا اريد الزواج

ـــ كم ادفع؟

ـــ تدفعي ماذا؟

ـــ ثمن الإطار

ـــ لا . لا اريد منكي شيئا فإقبليه كتذكارا مني

ـــ شكرا جزيلا

و من دون ارادتي رفعت الخمار و كشفت عن وجهي و نظرت إلى عينيه و هو واقف من دون حركه كالتمثال فإحمر وجه و قال بصوت منخفض

ـــ سبحان الله

هذه المره ليست كالمره السابقه ركضت من دون وادع بل هذه المره خرجت من الدكان بهدوء و

كنت أمشي بهدوء و كنت احس بأنه كان ينظر إلي و في تلك اللحظه كنت اشتم نفسي.






وصلت إلي بيت أختي ولقد كان كل شئ حاضرا للعزومه وكانت هذه العزومه على شرف إبن عطاءالدوله و لكي أنا أيضا أراه و كنت أرتجف بشدٌه و مرتبكه لدرجه إنه اختي لاحظت علي و

قالت لي :

ـــ اذا ستظلي على هذا الوضع يا مجنونه ستدخلين عليهم في الغرفه و من دون قصد

لقد كان المفروض انا اوقف خلف الباب و أنظر إليه من خلف الفتحه التي موجوده في باب الغرفه

و لكن في تلك اللحظه كنت اقول لنفسي يا رب أن أجد فيه عيبا أن يكون أعرج أو أعور أو اصلع و... حتى يكون عندي عذرا لرفضه. المهم جاءوا الضيوف و انا كنت اتفرج من خلف الباب و لكن هل تصدقون ما رأيت إنٌ هذا الذي كنت اتمنى أن يكون أعرجا أم أعورا أم أصلعا أم ... فلقد وجدته رجلا انيقا و وسيما و لم يكن فيه عيبا واحدا فكانت اي بنت مكاني تتمنى مثل هذا الرجل

فركضت مسرعتاومن دون اراده مني الى الحديقه و كنت اقول مع نفسي الحمدلله الحمدلله فشكرت ربي الف مره و لكن لماذا كل هذا التأخير لماذا لا اوافق عليه و ارتاح فأيقنت في تلك اللحظه إني خلاص أنا مغرمه و مغرمه بمن؟ و من هو؟ آآآآآآه أنا مغرمه بنجار الحي ففجأه سمعت اختي تناديني بصوت منخفض أين ذهبتي هيا ارجعي فذهبت مره اخرى لكي أراه و كنت أقارن بين إبن عطاء الدوله وأحمد النجار . فوقع نظري على يداه لقد كانت بيضاء و نظيفه و ناعمه و كأنها لم تعرف يوما التعب و الشقاء فالفرق كان واضحا بينهما كان كل شئ في وجه جميلا شفايفه صغيره وحمراء و بشرته بيضاء و انفه كالسيف و كنت أقول لنفسي ماذا دهاكي يا بنت ماذا تريدين أفضل من هذا؟

فبعد أن انتهت الضيافه و ذهبوا الضيوف قالت لي ليلى

ـــ إبن عطاءالدله ماشاءالله لا ينقصه اي شئ رجل بكل معنى الكلمه و اي بنت تتمنى الزواج به

بعدها امي ارسلت الدادا الى بيت اختي تصتحبني الى القصر و بعد وصولنا الى القصر دخلت الغرفه مع الدادا فقالت لي الدادا

ـــ هل رايتيه؟ هل اقول مبروك ام لا ؟ انتي تعرفين انه والدكي يريد لكي الأفضل و من المستحيل أن يخطئ في اختياره ماذا أقول لهما الان هل أعجبكي ام لا؟

ـــ لااااااااااااا

ـــ انتي بتدلعي يا بنت هيا قولي لي ماذا اقول لوالدتكي ؟

ـــ كلامي كان واضحا و الكلام كم من مره يعيدوه لاااااا لا لا

ـــ ماذا اقول لا؟ هل جننتي؟ ماذا ستكون ردت فعل والدتكي يا ترى؟

ـــ هل هي التي ستتزوج؟

ـــ فإستغربت الدادا من كلامي و نظرت الي بحيره و قالت :

ـــ صايره جريئه أما أنا لا أملك الجرأه لكي أقول إذهبي بنفسكي و قولي لهم يا ربي ما هو العيب الذي في هذا الشاب؟

ـــ لا يوجد فيه اي عيب الله يحفظه لوالديه

ـــ شاب غني و وسيم و ماشاءالله عليه في عز شبابه

و في هذه اللحظه دخلت والدتي الغرفه و قالت:

ـــ ماذا دهاكي يا دادا لماذا تصرخين؟ ماالحكايه يا مريم؟

ـــ ولا حكايه و لا شئ

التفت والدتي الى الدادا و قالت:

ـــ طيب ما كان الجواب ماذا قالت ما نعطيهم من جواب؟

انا اجبت مكان الدادا و بصوت مرتفع و جدي قلت قولوا مريم تقول لاااااااااااا.

فنظرت إلي والدتي و هي مندهشه و قالت:

ـــ نقول ماذا؟ انتي ماذا قلتي؟

ـــ قولوا انا قلت لااااااااا

ـــ هل جننتي يا بنت؟

ـــ لا لم اجن و لكني لا اريد هذا الرجل

فإقتربت مني والدتي و بصوت حنون و كأي ام تحاول نصيحه ابنتها قالت :

ـــ فلا ترفضي نصيبكي يا مريم لماذا تتدلعين؟

ـــ أنا لا أريد أن اصبح زوجته ارمل و له اولاد

قلت هذه الجمله و أنا بنفسي لا اصدق و كأنه شخصا اخر قال هذه اجمله بدلا عني و لم اصدق انه لساني الذي نطق هذه الجمله. فالجميع حاولوا اقناعي و لكن جوابي كان واحدا و هو لالالا.

قال والدي:

ـــ قولوا لمريم خساره فالتفكر مليا و لكن اذا لم ترده فلا تصروا عليها دعوها تقرر بنفسها لكي بعدها لا تقول انتم الذين أجبرتموني.

فبعد هذا الكلام ارتحت و أخذت نفسا عميقا.


يتبع

 

 

 توقيع عاشق الخيل :
رد: مآساة مريم .. قصة روعة حقيقية
{ المنفق على الخيل كالباسط يده على الصدقة لا يقبضها }
{ الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة }
{حبي للخيل ليس بغريب علي انه في دمي وجزء من كياني وتاريخي وهو الأول خرج من أرضي}
عاشق الخيل غير متصل   رد مع اقتباس