عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2003, 07:33 AM   رقم المشاركة : 9
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

ــ ( النقطة الرابعة ) : المناقشة :

سنحاول الإجابة عن الشبهة السابقة بشكل خاص ، ومناقشة المقولات المتناقلة عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وذلك عن عرض مدى صحة سندها والدلالة .

أما هذه الشبهة التي تذكر وأن الإمام علي ( عليه السلام ) ما نعت المرأة بكل ما ورد إلا لموقف منه مسبق للسيدة عائشة ، وأن خروجها عليه خلقت لدى الإمام ( عليه السلام ) ردة فعل كان نتيجتها ما تناقلته الرواة فنقول في الإجابة عن ذلك ما ذكره الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه ( في ظلال نهج البلاغة ) ـ بتصرف ـ :


ـ ( أولاً ) : أن موقف السيدة عائشة من الإمام ليس بأعظم من موقف طلحة والزبير الذين بايعاه ثم نكثا البيعة وحرضا السيدة عائشة على الخروج ، ولا بأعظم من موقف خصمه اللدود معاوية أبن أبي سفيان وأبن العاص ، ولا بأعظم من موقف الخوارج منه ، ولو صح التفسير في أن رأي الإمام ( عليه السلام ) بالمرأة ناتجٌ عن كراهيته المفرطة بالسيدة عائشة لوجب أن يكون رأيه في الرجل أكثر كرهاً وعداءاً ، إذ أن أغلب من عادوه وقاتلوه وكانوا له الطريق العاثر في سبيل تحقيق أمنياته هم من الرجال ابتدئاً من وفاة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وانتهاءً بموته ( عليه السلام ) هم من الرجال وليسو من النساء ، فطلحة والزبير وابن العاص ومعاوية وفلان وفلان هم من فعلوا أضعاف ما فعلت السيدة عائشة فلما يكون موقفه من جميع النساء لموقفه منها فقط .

ـ ( ثانياً ) : جرت العادة على أن يكره الإنسان ويحقد على القوي الذي فوقه دون الضعيف الذي دونه ، وعلى الغالب دون المغلوب ، وعائشة كانت أسيرة بين يدي الإمام ( عليه السلام ) حتى قالت آسفة نادمة : ( ليتني لم أكن ولم أخلق .. ) ، فلو قلنا أن نظرة السيدة عائشة للرجل هي من قبيل هزميتها بواقعة الجمل لكن أصح من قولنا أن الإمام حقد على جميع نساء الأرض من تلقاء خروج السيدة عليه ، لأنه في الأخيرة انتصر عليها وعلى من معها وأرسلها إلى المدينة معززة مكرمة .

ـ ( ثالثاً ) : هل بلغ الذهول بالإمام علي ( عليه السلام ) وهو باب مدينة العلم أن يحكم على جميع النساء ، كل النساء من خلال امرأة واحدة ، ويقيس النوع على الفرد .

إن هذا المنطق هو منطق أهل الجهل والغباء لا منطق المعصومين والعلماء ، هذا بالإضافة إلى أنه ما عرف عن الإمام ( عليه السلام ) مثل هذا الموقف ، فهو عندما نريد أن نستعرض أقل جوانب حياته نجد أنه ترك مشرعة الماء بحربه بصفين بعد أن منعوه إياه ولعدة أيام وكاد جيشه أن يهلك ، ولو كان كذلك لحقد على معاوية ولجعل جيشه يهلك ، ولكن لن يكون علي أبن أبي طالب ( عليه السلام ) كغيره تحركه المواقف وتزعزع أفكاره خصومات أعدائه ، فهو بالوقت الذي يظفر بعدوه نجد باب الصفح هو الأقرب إلى فمه .

وهذا بالذات ما حصل مع السيدة عائشة نفسها ، إذ بمجرد أن انتصر أرسل معها مجموعة من النساء ليخدموها وليكونوا ستراً لعرضها وشرفها ، فلو كان الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حاقداً على جميع نساء الأرض لأجلها فلأقل تركها عرضة للقتل أو السلب أو أن يتركها في البيداء معلق مصيرها .


هذا من جهة ما يرمون الإمام ( عليه السلام ) بأن عدائه للمرأة ما هو إلا نتيجة عداء شخصي بينه وبين السيدة عائشة .

أما إذا أردنا أن نتناول المرويات السابقة بحثاً سندياً ودلالياً لنقف على مدى صحة صدورها من الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فإن لابد أن نستقصي هذه الروايات في كتب الحديث ، وقد كفنا عبأ ذلك ما كتبه الشيخ محمد مهدي شمس الدين ( قدس الله سره الشريف ) في كتابه : ( أهلية المرأة لتولي السلطة ) بالدرجة الأولى ، وبعض الكتيبات المتفرقة ....

فنترك هذا للحلقة القادمة ..

يتـــــــــــــــــــــ ( محاكمة المرويات سندياً ودلالياً ) ــــــــــــــــــــبع

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس