رغم كل ما يجري حولنا فإني ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية. لا أقول مع الفيلسوف كانت إن الخير سينتصر في العالم الأخر. فإنه يحرز نصراً كل يوم , بل لعل الشر أضعف مما نتصور بكثير , وأمامنا الدليل الذي لا يُجحد , فلولا النصر الغالب للخير ما استطاعت شراذم من البشر الهائمة على وجهها عرضة للوحوش والحشرات والكوارث الطبيعية والأوبئة والخوف والأنانية , أقول لول النصر الغالب للخير ما استطاعت البشرية أن تنموا وتتكاثر وتكون الأمم وتكتشف وتبدع وتخترع وتغزو الفضاء وتعلن حقوق الإنسان , غاية ما في الأمر أن الشر عربيد ذو صخب ومرتفع الصوت وأن الإنسان يتذكر ما يؤلمه أكثر ما يسره , وقد صدق شاعرنا أبو العلا عندما قال .. إن حزنا ساعة الموت أضعاف سرور ساعة الميلاد