عدنا كما وعدنا
( وكثير هي الأقلام الصاعدة في سماء الفن لكن سرعان ما تختفي وتنتهي وذلك بسبب النقاد وطريقتهم في إدارة النقد لهذا الجيل الصاعد والذي يريدون منه السير على خطاهم وتوجهاتهم الفكرية مما يفقده السيطرة على نفسه والخوف من الكتابة خوفا من الناقد الفلاني أو العلاني )
لن أحاسبك على فرضية أن النقد هو السبب الرئيسي في اختفاء الأقلام الصاعدة ، ولنحاول تصنيف الأديب إلى ثلاثة أصناف :
الأديب الناشئ المبتدئ
بحاجة ماسة إلى النقد والتوجيه ، ولكن لابد من مراعاة سياسة الاحتضان واستخدام الطريقة التي تطور ولا تنفر ، فقد يكون هذا الأديب الواعد حيياً و ذا حساسية زائدة ، فلم يصل إلى مستوى الوعي التام بقبول النقد ، فهو بطبيعته يميل إلى المدح أكثر من القدح .
والناقد الحصيف هو من يوفق بين التشجيع والتنبيه بطريقة دبلوماسية في مثل هذه الحالة .
والموهبة عادة لا تنكمش ، فالنشء إذا تحركت موهبته بقوة وجوبه بالنقد القاسي ، قد يشعر باليأس في البداية ، ولكن ستبقى الموهبة في داخله تشتعل وتظهر مرة أخرى وتواصل طريقها ، وكثير من الأدباء مروا بهذه الصدمات في بداياتهم ولكنهم أثبتوا وجودهم وتحدوا الواقع ، كعمر أبو ريشة ، والجواهري ، وأدونيس وغيرهم .
الأديب الذي بدأ يشق طريقة
على اعتبار أن هذا الأديب أخذ يطلع ويقرأ هنا وهناك ، ويتعرف إلى الآراء المتباينة ، في مثل هذه الحالة لايخشى على الأديب ، ولا خوف عليه من النقد أيَّاً كان ؛ لإنه يميز بين الرأي والرأي الآخر ويستطيع أن يناقش ويبدي وجهة نظره ، وهذا الاحتكاك والنقاش سيقوي من موهبته ويطورها إلى الأحسن .
الأديب الذي وصل مرحلة (الاجتهاد ) ، بالمصطلح الحوزوي
في هذه المرحلة يستغني الأديب عن النقاد ، بل النقاد أنفسهم يستفيدون وينظرون من شعره ، ولا أقول ذلك مبالغة بل هو الواقع الذي نشهده ، فكبار الشعراء في غنى عن النقد لسبب بسيط وهو : القناعة التامة بمشروعهم الشعري ، إضافة إلى وجود النقد الداخلي الذي يمارسه الأديب مع نفسه ، ولتكن كلمة محمود درويش الدليل على ما نقول /
<span style='color:teal'> " أنا من الشعراء الذين لايحتاجون إلى نقاد لكي يدمروهم ، أنا كفيل بتدمير نفسي والتمرد عليها ، أنا شديد السأم لماأنتجه وعندما أقرأ جديداً كتبته وأرى أنه يشبهني كثيراً أشعر بأنه لايصلح للنشر يجب أن أشعر أن من كتبه شخص آخر وليس نسخة عما كتبت ، وهذا الحافز المستمر هو الذي يجدد أشكالي التعبيرية وإيقاعي الشعري وحتى الموضوعات الشعرية نفسها .
وهو يعتبر أن الإنجاز الشعري هو الذي يؤسس دائماً للنظرية وليست النظرية هي التي تؤسس للشعر ، فالشعر أسبق دائماً وسريع التطور أكثر من النقد الذي يحتاج إلى نظريات وإلى استفادة من علوم إنسانية أخرى كي يطورأدواته بينماالشعر يقفزفوق كل هذه النظريات ولا يستسلم لضوابط وحدود النظرية النقدية " .
اليوم / الاثنين 23 ربيع الآخر 1424هـ </span>
لا أدري هل لكِ رأي حول ما طُرِح ؟
ننتظر تعقيبكِ !!
تنبيه /
ماهي آرائكم .. ، صوابها : ماهي آراؤكم ، لك مني خالص الصدق والاحترام .
. . . . .
. . .
؛