السلام عليكم /
في وداعية ٍ مؤلمة ٍ اجتمع الأحبة بقلوب ٍ حرّى عند تراب قبره يتلون لروحه سورة الفاتحة في ختام أيام العزاء , تحديدا ً كان ذلك في مقبرة الشهارين عند قبر الفقيد السعيد ( حسين حجي الصقر ) , وكانت الأصوات المدوّية بالبكاء , والهتافات المنادية بحرارة باسم الفقيد من إخوانه وابنه هزّت مشاعر الحاضرين , فأهدت لكل عين دمعة , ولكن المشهد الذي أحاول أن أسلط الأضواء عليه هو عندما حاول بعض الأعزاء إشفاقا ً منهم على ذوي الفقيد أن ينهي مشهد البكاء وبقوة في بدايةَ فوران العاطفة وانفجار الدمعة , ففي الوقت الذي امتلئت به الأحشاء المكلومة ببركان ٍ من الحزن يحاول البعض أن يحتوي هذا البركان بيديه رغم أنّه عنيف ولا يمكن احتواؤه لأنّه في لحظة تفريغ كامل بعد امتلاء ٍ كامل ٍ
فهل محاولة منع البكاء أو تقييده وإخراج ذوي الفقيد من المقبرة هو من المواساة والتخفيف من المصاب ؟
أليس البوحُ واستفراغ الحزن حقا ً شرعيا ً للمشاعر المتأججة ؟
هل الحزن الصامت بلا بكاء هو من مصاديق الصبر على المصيبة ؟
أليس الوقوف على تراب القبر فيه حشد ٌ لكل الذكريات بين الفاقد والفقيد تتحد في صورة ٍ واحدة فتخرج في شكل إفرازات ٍ عاطفية ٍ ملتهبة ؟
هذا هو بـَوْحي فأروني بـَوْحـَكم .
تحياتي