عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2008, 11:18 AM   رقم المشاركة : 8
الفرات
طرفاوي مشارك







افتراضي رد: المسعود : عملي القادم مع انتصار الشراح و العجيمي

* التمثيل حالة من حالات اللهو واللغط والعبث ، فمشاهده في الغالب يذهب إلى السينما، أو يجلس أمام الأفلام والمسلسلات ونحوها، ولا يريد أن يجلس ليتعظ، بل هو يريد أن يضيع وقته، ويحصل إشباع غرائزه بما يشرح النفس وينسي الهموم وينقل المرء من حال الجد إلى حال العبث والهزل؛ فهو هروب من الهموم، أو هروب من المسئوليات ولجوء إلى البطالة وإلى العبث.
قال الإمام الهادي صلوات الله وسلامه عليه : (الهزل فكاهة السفهاء، و صناعة الجهّال )
ولو تأملنا في وضع التمثيل وحال محترفي هذا النوع من الفسق، فسنخرج بنتيجة واحدة هي: أن (معظمهم) سقط من الناس. ليس للصلاح ولا للتقوى مكان في حياتهم العامة، ولا للأخلاق الإسلامية محل في دائرة أخلاقهم، ولا للقيم النبيلة اعتبار عندهم .
والتمثيل غالبا ما يتطلب اشتراك النساء السافرات العاهرات فيه، وليس في الدين الإسلامي الحنيف ما يسمح باشتراك النساء مع الرجال واختلاطهن بهم إلا إذا كان لضرورة أو لعمل هادف أو لمقاصد نبيلة تحت ضوابط شرعية وحدود لا يتخطاها كلا الطرفين، لا للهو والعبث والهزل ، فالله ينهى النساء عن التبرج بالزينة فضلاً عن الاختلاط بالرجال، ويأمرهن بغض البصر.
قال الله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ).
وروى ابن شهر آشوب في المناقب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة أي شيء خير للمرأة قالت أن لا ترى الرجل ولا يراها رجل فضمها إليه وقال ذرية بعضها من بعض (وفي) رواية أبي نعيم في الحلية أنها قالت خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن فقال إنها بضعة مني .
والذي يظهر من هذه الأحاديث أن فاطمة حددت الضابطة الكلية التي فيها خير المرأة والصلاح لها في الحياة الدنيا والآخرة ذلك هو أن لا يرى المرأة رجل ولا ترى رجل ، وفي أمر ورد أيضا عن الإمام موسى بن جعفر استأذن أعمى على فاطمة فحجبته . فقال رسول الله لها : لم حجبته وهو لا يراك ؟ فقالت : إن لم يكن يراني فإني أراه ، وهو يشم الريح ، فقال رسول الله أشهد إنك بضعة مني .
وسأل رسول الله أصحابه عن المرأة ، ما هي ؟ قالوا : عورة : قال فمتى تكون أدنى من ربها ؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة ( عليها السلام ) ذلك قالت : أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فقال رسول الله : إن فاطمة بضعة مني .
* كما أن التمثيل الماجن يشكل خطرا على خلق المؤمن فيسبب جرحا في فطرته وخدشا في حيائه ... حتى إذا ما رأى الناشئ هذه الموبقات على شاشة التلفاز أو السينما أو المسرح ، اشتاقت نفسه إليها وإلى محاكاة ما يرى ويسمع ، فيصبح الفسق في المجتمع أمراً واقعياً اعتاده الجميع إلا من رحم ربك ، والذي يخرج عمّا ألفه الناس من الفسق والفجور يعتبر شاذا ًمتشدداً.
* التمثيل الماجن منكر يجب النهي عنه لا الحث عليه .فإن في التهاون في التناهي عن المنكر والتآمر بالمعروف عاقبة الدنيا والآخرة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ " فقيل له (ص): أيكون ذلك يا رسول الله؟! قال: نعم" كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟! "، فقيل له: يا رسول الله، ويكون ذلك؟! قال: نعم، وشر من ذلك ،كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟! "
* في التمثيل مجالسة لأهل الفسق والفجور ومشاركتهم فسقهم وفجورهم ، وحري بالمؤمن أن يجالس أهل الخير والورع والتقى ، سئل رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له : يا رسول الله ، أي الجلساء خير ؟ قال : «من ذكركم بالله رؤيتُهُ ، وزادكم في علمكم منطقُهُ ، وذكركم بالآخرة عملُهُ» .
وقال الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه : (مجالسة أهل الدناءة شر، ومجالسة أهل الفسق ريبة ).
وقال الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه : (وليجتنب مجالسة الفساق وأهل الكذب، ويجالس
الصلحاء وأهل الصدق ).وقال (ع): " لأ حملن ذنوب سفهائكم على علمائكم... إلى أن قال: ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون وما يدخل علينا به الأذى، أن تأتوه فتؤنبوه وتعذلوه، وتقولوا له قولا بليغاً! "، قيل له: إذن لا يقبلون منا، قال: " اهجروهم واجتنبوا مجالستهم ".

وقال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في بعض خطبه: " إنما هلك من كان قبلكم، حيث عملوا بالمعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك، وإنهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينهم الربانيون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر... ". وقال (ع): " من ترك إنكار المنكر بقلبه ويده ولسانه، فهو ميت بين الأحياء ". وقال (ع) " أمرنا رسول الله (ص) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة ". وقال (ع): " إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم، ثم بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفاً ولم ينكر منكراً قـُلب فجعل أعلاه أسفله "
وقال الباقر صلوات الله وسلامه عليه : " أوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (ع): إني معذب من قومك مائة ألف: أربعين ألفا من شرارهم، وستين الفاً من خيارهم. فقال (ع): يا رب، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل المعاصي، ولم يغضبوا لغضبي ".

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: "سمعت حبيبي رسول الله يقول: "من أحب قوماً حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم".

هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الخير والصلاح .

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة الفرات ; 03-02-2008 الساعة 04:31 PM.
الفرات غير متصل   رد مع اقتباس