السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الشاعر:
نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة *** فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا
إن الدنيا بذهبها وفضتها ومناصبها ودورها وقصورها، لا تستأهل قطرة
دمع ، فإن عند الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا
ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، وما والاه ، وعالمًا متعلمًا".
إنها ودائع فحسب ، كما يقول لبيد:
وما المال و الأهلون إلا وديعة *** ولابد يومًا أن ترد الودائع
إن المليارات والعقارات والسيارات ، لا تؤخر لحظة واحدة من أجل العبد،
قال حاتم الطائي :
لعَمْرُك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصدرُ
ولذلك قال الحكماء: اجعل للشيء ثمنًا معقولاً ، فإن الدنيا وما فيها لا تساوي
نفس المؤمن (( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوٌ ولَعِبٌ )).ويقول الحسن البصري: لا تجعل لنفسك ثمنًا غير الجنة ، فإن نفس المؤمن
غالية ، وبعضهم يبيعها برخص . إن الذين ينوحون على ذهاب أموالهم وتهدم
بيوتهم واحتراق سياراتهم ولا يأسفون، ويحزنون على نقص إيمانهم ، وعلى
أخطائهم وذنوبهم ، وتقصيرهم في طاعة ربهم ، سوف يعلمون أنهم كانوا
تافهين بقدر ما ناحوا على تلك ، ولم يأسفوا على هذه . لأن المسألة مسألة
قِيَمٍ ومُثُلٍ ومواقف ورسالة .
((إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يومًا ثقيلاً))
_________________
_فهد عبدالله العكروش