لعل الأخ الكريم ترابي 14 سلّمه الله أراد من خلال هذا الموضوع أن يجمع الرؤى المختلفة للأخوة
والأخوات بناء ً على القناعات الشخصية لكل شخص بعيدا ً عن الرؤى الاجتماعية النظرية ,
فما تحكمه التقاليد ونظرة المجتمع ليس بالضرورة أن يكون معيارا ً دقيقا ً يحكم قناعاتنا
الشخصية أو يقيّدها , بما أن ْ لا موانع شرعية تقف أمام ذلك ,
بل بالعكس ففي تراثنا التاريخي ما يعزز هذه القناعة وهي كما ذكر بعض الأخوة الأفاضل
زواج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من السيدة خديجة عليها السلام رغم أنها تكبره بأعوام كثيرة ,
إلا إذا قلنا إنّ هذا الشيء هو من خصوصياته صلى الله عليه وآله , وكل فعل منه عليه وآله السلام مبني ٌ على تخطيط إلهي ٍ لحكمة سماوية
( وهذه الجزئية تتعلق بأهل الاختصاص ) ولكن لو قبلنا بهذا الفرض
سيبقى أنْ ليس هناك نهي ٌ شرعي ٌ يمنع من ذلك , وهذا لا يعني أنّ النظرة الاجتماعية
ليس ذات قيمة في كل وقت , ولكن عندما تكون النظرة الاجتماعية هشّة لن تكون فعلا ً ذات قيمة .
إذا ً لم يتبق إلا القناعات الشخصية هي التي ستفرض كلمتها على أرض الواقع وهي قد تتباين
بين الرفض والقبول
1- المؤيدون : في تصوري أنّ المؤيدين ينطلقون من مبدأ قبول كل طرف للآخر فالكبيرة إذا قبلت بالشاب الصغير وهو كذلك قبل بها , فما المانع منه ما دام أنّ الحب
والانسجام الزوجي سيتحقق بينهما فهذا هو المقياس الحقيقي لديمومة الحياة الزوجية .
2- المعارضون : وهم في تصوري ينقسمون إلى قسمين :
أ- قسم يجد نظرة المجتمع السلبية لهذا الزواج تنطبع في نفسه , فتحركه
قناعاته وفق هذه النظرة السلبية بمعنى لا يمتلكون رؤية خاصة بهم .
ب- قسم ينظر لهذا الزواج من منطلق التكافؤ بين الطرفين وتحقيق التوازن ,
ويرى أنّ من مقوّمات هذا التكافؤ هو كون عمر الزوج أكبر من عمر الزوجة ,
فلا هو يقبل بها تكون أكبر منه , ولاهي تقبل أن يكون أصغر منها ,
لأن ّ توازن الحياة الزوجية لا يتحقق كون الزوج أصغر سنا ً من زوجته ,
فهي قد لا تشعر برجولته وشخصيته وقيمومته فلا تشعر عنده بالأمان ,
ومن جانبه هو أيضا لا يشعر أمامها بشخصيته ورجولته ,
وكونها صغيرة ً يمكنه من تطويعها لأمره أكثر منها كبيرة .
ولكن السؤال الذي يحتاج بالفعل إلى إجابة ما هو الفارق العمري بين
الزوج والزوجة الذي سيكون مقبولا ً عند المؤيدين ؟ وما هو الفارق
العمري بين الزوج والزوجة الذي يطلبه المعارضون ؟
وهل هناك دراسات ٌ علمية ٌ تدعم مخاوف المعارضين , أو هناك أطروحات
اجتماعية ٌ تقف إلى جانب المؤيدين ؟
أتمنى أن أكون قد أضفت إضافة مفيدة , فإن لم تكن كذلك فعذري إليكم , والعذر ُ عند كرام الناس مقبول ُ.
أشكرك أخي ترابي 14 على هذا الموضوع وأتمنى لك مزيدا ً من العطاء .
تحياتي