الأستاذ المطهري والقرآن
لم يستطع البحث والتبحر في العلوم الكلاسيكية العقلية والنقلية إبعاد الأستاذ مطهري عن القرآن الكريم ،فهو العاشق للقرآن ومعارفه .ارتبط بقوة بالقرآن وأنس به بحيث أصبح مصداقاً لقول الإمام علي عليه السلام :"فأما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا...".
كان الأستاذ ملتزماً بتلاوة القرآن نصف ساعة قبل النوم، كما كانت للشهيد عدة دروس مستمرة في تفسير القرآن بدأت في عام(1375هـ.ق)،وكمثال يمكن الإشارة إلى دروس التفسير التي كان يعقدها في محلة "قلهك" في طهران والتي استمرت على مدى(15) عاماً وكذلك دروسه التفسيرية في مسجد الجواد(ع).
ومن الإبتكارات القيمة للأستاذ في المعارف القرآنية ، هو البحث الموضوعي فيها، على غرار أسلوبه في دراسة نهج البلاغة، وإن كان لم يوفق في إكماله واختار لتأليفه بهذا الصدد عنوان (في رحاب نهج البلاغة) ، فيما أطلق على ممارسة هذا الأسلوب في المعارف القرآنية عنوان(معرفة القرآن)، ومن المواضيع التي بحثها الأستاذ بهذا الأسلوب يمكن الإشارة إلى كتابه (نظرية المعرفة في القرآن)،و(فلسفة التاريخ في النظرة القرآنية).
وقد توصل الأستاذ إلى معارف قيمة من خلال العمل بهذا الأسلوب في البحث،ولم تقتصر ثماره على بحث المواضيع التي ورد ذكرها في القرآن بلغة صريحة بل تعدتها إلى القضايا الراهنة التي لم تُذكر في القرآن باللغة الصريحة المتعارفة في العصر الحاضر لذا يستلزم استنباطها من الآيات ، فبحثها الأستاذ وفق هذا الأسلوب واستنبط النظرة القرآنية بشأنها كنظرية معرفة التاريخ وسنن حركته.
وكان الأستاذ مطهري من أولئك الذين يُحذِّرون من عدم توافر الإهتمام اللازم بالمعارف القرآنية في الحوزات العلمية ويقول:"يدرس الطالب الحوزوي كتاب الكفاية ،ثم يقرأ الرد على الكفاية والرد على الرد... ولكنه جاهل بتفسير القرآن".
من كتاب جولة في حياة الشهيد مطهري من تأليف مجموعة من الأساتذة والعلماء.
سوف أكتفي بهذا القدر من حياة هذا العالم الجليل وللمزيد أُحيلكم إلى الكتاب المذكور أعلاه.