عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-2007, 03:09 PM   رقم المشاركة : 1
ريحانة الإيمان
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية ريحانة الإيمان
 







افتراضي ثلاث ساعات بالمستشفى ،،



استيقظت لرنين المنبه ، أوه أود النوم ؛ غفوة
عاد ليرن مجدداً بعد عشر دقائق لكنه اتصال من أخي: ألو
أخي: أهلاً ، حتى الآن لم تجلسي أنا عند الباب الآن ، إن لم تخرجي في غضون خمس دقائق سأعود للعمل :
أنا : لا لا أرجوك دقائق وأكون بالسيارة ،
وبسرعة فائقة وبدون أن أتناول أي شيء في ذلك الصباح شربت كوباً من الماء وجهزت بسرعة وصعدت للسيارة ،
وطوال المشوار للمستشفى وأخي يتحدث عن دقة المواعيد والدقيقة تفرق لرجال الأعمال :
وصلنا بحمد لله للمستشفى ،
أخي : سأعود للعمل وسآتيك وقت صلاة الظهر !
أنا : ماذا ؟! وقت صلاة الظهر إنها الثامنة والنصف أحرارتك مرتفعة ؟
أخي : أقول سكري باب السيارة أحسن لك
أنا : الباب ! زين باي ،،

ذهبت للانتظار ومحتارة أنا على الدخول للعيادة وإعطاءهم ورقة الموعد قبل أن يحين الموعد بساعتين ،
جربي لن تخسري شيء ،
أعطيت الممرضة الموعد فقالت كم موعدك يا حلوة ؟
قلت : كما ترين ،
الممرضة : الله يعينك أجل تنتظرين ،
أنا : لا بأس أبداً ، لكِ هذا ،

جلست بجانب امرأة لا أرى سوى عينيها مع أن المكان مخصص للنساء فقط ،
مرت بجانبي امرأة كبيرة في السن تسأل عن عيادة الباطنية فدللتها عليها ،
عدت للجلوس بجانب المرأة " المبرقعة "
صمت ، هدوء
وفجأة تخرج مجموعة من الممرضات من الكافيتيريا ضاحكات يقهقهن على نكتة نجهلها " يعني شاركونا النكتة لنضحك بدل الممل " ،

انتظار ممل ، تمنيت لو أخذت كتاباً واحداً فقط من الكتب الجديدة التي اقتنيتها ،
تخرج من العيادة امرأة وتذهب لاستقبال النساء لتحدد لها موعداً جديداً ،
الموظفة في الاستقبال : موعدكِ بعد ثلاثة أشهر ،
المراجعة : ماذا تقولين ثلاثة أشهر ، كل مداني أموت !
موظفة الاستقبال : هذا ما أختار لكِ الطبيب إن أردتِ غير ذلك راجعي مدير العيادات ،
المراجعة : أين هو مكتبه ؟
موظفة الاستقبال:حين خروجك تذهبين لليسار وهناك لافتة معلقة على مكتبه ،
المراجعة لا شكراً ولا هم يحزنون بل تحولت إلى طرزان يريد الهجوم على المدير ،
اللهم استر ،،

عدت أناظر شاشة التلفاز الغير واضحة الصورة والصوت ،
جلست بجانبي امرأة لديها طفلتها الصغيرة ،
الأم : سلامات ما بالكِ ؟
أنا : أبداً مراجعة فقط لمعرفة نتائج التحليل ،
الأم : إن شاء الله خير ، أنا هنا أيضاً لأخذ نتائج الفحوصات لابنتي وأنا خائفة جداً ،
أنا : في أي عيادة ؟
الأم : في الأعصاب ،،
أنا : إن شاء الله خير لا تخافين ،
الأم : على أعصابي مو عارفة حتى أفكر ،
أنا : هونيها وتهون الله كريم ،
الأم : ونعم بالله ،

مرت ساعة كاملة وأخيراً نداء : ريحانة ، ريحانة الإيمان ،
نعم نعم أنا هنا ،
دخلت للعيادة فتفاجأت بدكتورة وأنا مواعيدي مع الدكتور ،
الدكتورة : يا ريحانة حصل لبس كما يبدو للاستقبال ،
ألستِ في عيادة الدكتور الفلاني ،
أنا : بلى ،
الدكتورة : وكيف حصل أن كان لكِ الموعد الآن ، عيادة الدكتور ظهراً
أنا : ما حصل أن موعداً فاتني فاتصلت لتجديد موعد ، فأخبرني موظف الاستقبال أن عيادة الدكتور قد أقفلت ،
الدكتورة : لا هو فقط قد أخذ إجازة ،
أنا : قال الموظف أنه سيحولني لاستشاري بمثل التخصص والكفاءة ،
الدكتورة : لا يا عزيزتي يمنع منعاً باتاً في المستشفى أن يبدأ استشاري في علاج مريض وقد بدأ معه استشاري آخر ،
لا أستطيع أن أكمل علاجكِ فموضوعكِ حساس ، لابد أن تكوني مع الدكتور ،

أنا : وما العمل ، " يعني أنا محترقة بجلس ثلاث ساعات إلا بعد جاية على الفاضي " ؟
الدكتورة : فقط سأعطيكِ موعد جديد مع الدكتور وهو قد طلب تحليل دم فأذهبي لعمله ،
فأعطتني ورقة للتحليل ،
وذهبت للتحليل مباشرة ،

أكره أن يخرج الدم من جسدي بواسطة إبره الأمر مزعج
جلست على الكرسي ومددت يدي على الطاولة ،
بدأت الممرضة تتحسس العروق ، ليس فيكِ عرق يا ريحانة !
أنا : نعم هذه قصتي مع كل تحليل
وبعد ساعة من التحسس وجدت العرق أخيراً ، سحبت الدم
وقلبي يرجف وفمي قد أعوج ، أشعر أن معدتي كلها تخرج وليس مجرد دم من يدي !!
ربما لأني جوعانة ،

بعد التحليل ذهبت للكفيتيريا لأشتري لي فطيرة ،
نظرت للحقيبة ولا ريال !!
عبقرة هي أن تخرج بدون أن تحمل لك ولو فلساً واحداً في جيبك ،،

عدت للانتظار ، مرت ساعتان الآن ، بقيت ساعة أخيرة كيف أقضيها
بدأ النعاس يتسلل إلى داخلي ،
سمعت صوت مألوف بالنسبة لي ،
أين مصدر الصوت يا ترى ، هناك
من ؟ معلمتي ؟
نعم إنها تشبه معلمتي للكيمياء في الثانوية ،
الصوت صوتها والشكل شكلها والبسمة بسمتها ولكن هنالك شيء مختلف أجهله ، ليست هي !
كيف أنها نسخة منها يا حور أذهبي للسلام عليها ،
وماذا لو كانت امرأة أخرى هل أفشل نفسي !
ولما الفشيلة هو سؤال وانتهى ،
قطع حبل الأفكار نداء فلانة الفلاني !
أوووووه
إنها توأم معلمتي ،
نعم أسم الوالد نفسه والعائلة نفسها وهي أخبرتنا أن لها توأم
سبحان الله نسخة طبقة الأصل لكنني ذكية وميزت الفرق الذي أجهله ،،

فوضى نسائية عند الاستقبال ونداءات من هنا وهناك ،
أتت فتاة مع أختها الصغيرة ، وقبل أن تعطي ورقة الموعد للعيادة توجهت بسرعة فائقة للميزان الموجود في الانتظار لتقيس وزنها ،
بل هل هو مرض ، إنها نحيفة حتى الموت فلماذا تزن نفسها ،
عادت وهي كئيبة سألتها أختها الصغرى نزل كم ؟
الفتاة : ولا شيء


الله يخلف علينا ،

بقيت نصف ساعة أخيرة لتعدي على خير مللت طفشت وفوق هذا على الفاضي ،
تذكرت المرأة التي كانت مع طفلتها تحاتي موضوع نتائج الفحوصات ،
تلفت على اليمين وعلى اليسار لكني لم أجدها ،
كنت أود الاطمئنان ،
أتفتكرين أن كل العالم تجلس في المستشفى مثلك ثلاث ساعات ! بالتأكيد ذهبت لمنزلها ،

تأتي امرأة قد تأخرت على موعدها عشر دقائق ،
ويبدأ منوال التهزيء من قبل الممرضة ،
المراجعة : المشوار أخذ كل الوقت ،
الممرضة : كان من المفترض خروجك قبل الموعد لتصلي في الموعد المحدد وقبل ربع ساعة منه ،
أنا في نفسي : عفية عليّ طبقت القانون بأعظم من حذافيره ،،

أوه انتهى الوقت ، ولكن لا يوجد إرسال بالداخل ،
كيف سأعرف أنه وصل ،
خرجت للخارج وعملت اتصال : ألو
أخي : نعم أنا هنا أراكِ لفي على اليمين عند الشارع وأنا جايك ،
مشيت بضع خطوات للشارع حتى رأيت أخي ،
صعدت السيارة سلمت ،
وعليكم السلام ماذا حصل ،
أنا : أغلق الموضوع لم يحصل شيء ،
أخي : ماذا ؟
أنا : شوف أنا منبطة جبدي تبغاني أبط جبدك جاهزة ، بس لا تقعد تبط شيء ثاني عندي غير الكبد وتقول وأنا مستأذن من العمل على الفاضي ،
أخي أكل تبن وسكت ، " أي الرجال ما يجون إلا بالعين الحمراء "

ثلاث ساعات بالمستشفى قتلتني ،،
عسى أن لا تتكرر ،




،،

ريحانة الإيمان .

 

 

 توقيع ريحانة الإيمان :
السنة عبارة عن 365 يوم وربع اليوم في كل يوم 24 ساعة وفي كل ساعة 60 دقيقة وفي كل دقيقة 60 ثانية ..ولكن
ما أن تنتهي هذه الثلاثمائة وخمسة وستون يوم وربع اليوم ..لا يزداد عمر الإنسان سوى رقم واحد ..فهل هذا عادل؟؟؟
الإنسان لا يقاس بعدد الأرقام التي يحويها عمره بل يقاس بلحظات حياته التي عاشها
تلك اللحظات التي فكر فيها..التي تعلم فيها.التي شعر فيها بالآخرين..
ربما تكون لدى شخص لحظة واحدة في كل ثلاثمائة وخمسة وستون يوم وربما لا تكون لدى شخص أي لحظة..
لكنها قد تكون أكثر من 365 لحظة وربع اللحظة.
ريحانة الإيمان غير متصل   رد مع اقتباس