<span style='color:black'><span style='color:blue'>أخي ترانيم :
في البداية أشكرك على تواصلك واهتمامك وإضافتك القيمة للموضوع ،
وأمَّا عن علاقة الخليل بعلم العروض وهل هو من مخترعاته أم لا ؟ .
فنقول : إنَّ العرب اعتمدت في نظم الشعر على الغناء والإنشاد ممَّا جعل مسألة الوزن مسألة فطرية سماعية ، وما أشار إليه الوليد بن المغيرة من مصطلحات مثل ( رجز الشعر وهزجه ) فهي ألوانٌ من الغناء عند العرب كالحداء والنَّصْب والركبانية والقلس والتغبير و ..، كما أن معظم الشعراء لديهم جوارٍ تغني قصائدهم وهذا الغناء المنتشر في العصر الجاهلي يعد ميزاناً هاماً لضبط الوزن ، إضافة إلى طريقة إلقاء الشاعر التي عادة ما يعبر عنها بالإنشاد ، فكأن للشعر طريقة خاصة به ، فهذا حسان بن ثابت يقول :
[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
تغنَّ بالشعر إمَّا أنتَ قائله= إنَّ الغناء لهذا الشعر مضمارُ
[/poet]
والإنجاز الذي قام به الخليل هو محاولة استقراء أوزان العرب وتأسيس قاعدة لهذه الأوزان حصر من خلالها الوزن المستعمل والمهمل ، وتجميعها في علم مستقل بذاته يحفظ للشعر العربي أشكاله من الضياع.
إذن فالخليل لم يأتِ بشئ جديد إنما هو تنبيه وتنظير لأشياء سابقة عليه ، ولكنه رتبها واعتنى بتفاصيلها ، وهذه هي خطوته الصاهلة .
</span></span>