عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2007, 01:56 PM   رقم المشاركة : 1
زكي مبارك
مشرف مكتبة المنتدى






افتراضي كل أولئك كان عنه مسؤولا - بحث مبسط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

بحث في آية

قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء : 36]

نشطت في العقود الأخيرة عدة حركات في العالم الإسلامي، ومنها ما هو فردي، ومنها ما هو حزبي، ومنا غير ذلك، سواءً بقصد التنظيم أو بغير ذلك، شأنها عدة أمور، منها:
- التشكيك في قضايا العقيدة والفقه.
- تضليل الرأي العام في القضايا الدينية.
سواءً كان هذا التشكيك والتضليل بقصد أو بدون قصد، وذلك من جميع المذاهب الإسلامية، والديانات الأخرى وهؤلاء الأفراد والأحزاب، قد يتم تقسيمهم إلى عدة أقسام، منها:
- علماء.
- مثقفين.
- عوام الناس.
والغرض من ذلك قد يبدو واضحاً، وهو إما التأثر بثقافات دخيلة على العالم الإسلامي، أو عدم وجود الحصانة الفكرية والثقافية، أو أنهم أناس غير متخصصين في قضايا الشيعة إن كانوا علماء، وذلك للوصول إلى عدة أمور أبرزها (عدم كفاءة الدين الإسلامي لمواكبة الحضارة والتقدم العلمي والتقني). وكذلك لتسييس الدين وفق توجهاتهم الثقافية وأغراضهم الشخصية. أو تنصير أكبر عدد ممكن من المسلمين بالنسبة للمسيحيين.

ولذا أتت هذه الآية الكريمة لتوضح مدى خطورة التحدث واقتفاء نهج الآخرين بدون علم، ذلك أن الإنسان المؤمن يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الإدراك، وأن لا يحدث بحديث ما لم يكن يستوعبه بطريقة فنية، ذلك أنه محاسب في كل شئ، وحريٌ بكل إنسان أن لا ينقل أي خبر ما للآخرين ما لم يسمع به من مصدره، أو يبصره بعينه، أو يتيقن به بوجود بعض القرائن المساعدة في تثبيت ذلك الأمر، وسواء كان ذلك الأمر حسن أو قبيح، صديق أو عدو، كذلك عليه أن يراعي الهدف في نقله هذا الحديث من ذلك الأمر، فإذا كان الأمر له أهداف جيدة فيها، وإلا فالابتعاد أفضل حتى لا يقحم نفسه في أمرٍ هو غني عنه، وليس أهلاً في الخوض فيه.

ولعل أبرز القضايا التي لا يلتفت إليها الإنسان هو: نقله المعلومة ضد إنسان لا يتفق معه دون التحقق من صحتها، متغافلاً بعض المناهج القرآنية كقوله تعالى: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات : 12]، وقوله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]، حيث أن المسلم الواعي عليه أن يراعي الناس في أعراضهم وسمعتهم وسلوكياتهم وغير ذلك، والغرض من ذلك هو إشخاص الرقابة الإلهية وجعلها متجسدة أمامه، وقبل ذلك هو ترويض القلب على ذلك، حتى لا يؤدي بنفسه في مزالق ومتاهات هو غنيٌ عنها.

وفي الوقت الراهن يلاحظ الكثير من المؤمنين أن بعض الأشخاص، همهم نقد العلماء والمراجع بدون آلية، وبدون تخصص يمكننا من الخوض في المسائل الدينية، حيث أن حال بعضهم ينبئ بإجحاف حق العلماء الذين أجهدوا أنفسهم عقوداً كثيرة في تحصيل المعارف والعلوم من مصادرها واستقرائها قراءة واعية وافية، رامياً وراء ظهره أدوات السباحة في هذا البحر من العلم، ومتمسكاً برأيه غير المستند إلى دليل يصلح للاستدلال به، علماً أنه قد يكون من الدارسين في هذا العلم، إلا أنه قد يخطئ في استخدام قوانين هذا العلم، أو أنه لا يراعي الجوانب المتعلقة بهذا الأمر وغيره.

أخوكم .. زكي مبارك

 

 

 توقيع زكي مبارك :
كل أولئك كان عنه مسؤولا - بحث مبسط
الضربات التي لاتقصم الظهر فإنها تقوي
زكي مبارك غير متصل   رد مع اقتباس