عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2007, 02:22 PM   رقم المشاركة : 5
زكي مبارك
مشرف مكتبة المنتدى






افتراضي رد: مفهوم الحركة والعمل في عصر الغيبة الكبرى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أشكر الأخوين: طالب المريدين - عبدالله

أخيراً

من مقوّمات العمل والحركة:
من المعلوم أن أي عملٍ أو مشروع له مقوّمات وخطط تساعد على سيره وفق الضوابط العلمية المتبعة، وأن مقوّمات العمل والحركة في عصر الغيبة الكبرى تحتاج إلى دقة متناهية في التعامل معها، وعدم التهاون فيها، حتى يستطيع الفرد أن يكون قريباً من المشروع الإلهي وعلى أتم الاستعداد لتطبيقه.
ومن ضمن تلك المقومات:

1. تثقيف الفرد والمجتمع:
ذلك أن التثقيف والقراءة الواعية لأي مشروع تتطلب من الإنسان مقدمات كثيرة كالقابلية في فهمه، وبذل الجهد في استيعابه، وغيرهما من الأمور المساعدة في هذا الجانب.
ولا أقصد من التثقيف هذا هو التثقيف النظري فحسب!! بل هذا مشروط بالعمل وفق الضوابط الشرعية والعقلية، وعدم الابتعاد عما يجري في المحيط الاجتماعي المحلي والإقليمي والعالمي، ذلك أن التثقيف يعتبر حالة تمهيدية من حيث معرفة أهمية العمل والحركة، مع وضع أهداف وسمات كل مشروع على حده.

2. الإخلاص في العمل:
والعمل المطلوب الإخلاص فيه هو: الإيمان بوجود منقذ يعلم ما يجري في هذا الكون بقدرة الله عز وجل، وهذا الإيمان بدوره يحثنا على القيام بجميع أشكال العبادات والمعاملات المطابقة للتشريع التي خطها العلماء في رسائلهم العلمية والعملية، وذلك لجعل النفس طيّعة ومرنة في مواصلة العمل، ولها القابلية في تطبيق أوامر الله عز وجل وفق خطوات مدروسة.
فبمقدار إيماننا وإخلاصنا في العمل العبادي والمعاملاتي والفكري، فإنا سنحصد حصيلة ذلك الإخلاص.

3. التنظيم في حركة العمل:
حيث أن التنظيم يعتبر من جواهر مقوّمات المشاريع الرسالية، والتي بدورها تصب في مصلحة كل قضية، وهذا خلاف العمل العشوائي الذي لا يُعرف له بداية ولا نهاية، ونقصد بالتنظيم هنا أن نغربل كل فكرة يُراد لها التطبيق، حتى يتسنى لنا فهم المراد من كل فكرة، ومن جهة أخرى وضع أسس وضوابط لكل حركة ولكل عمل نقوم به، بداية من الخطط الاستراتيجية للمشروع مروراً بالأفراد القائمين عليه ومدى وعيهم لهذا المشروع لنصل في النهاية إلى مدى أهمية هذا المشروع وآثاره الإيجابية التي تصب في مصلحة الإسلام العامة.

4. نوع العمل والحركة:
كثيرة هي الأعمال التي لها دور كبير في الحفاظ على الفكرة المهدوية، فكل عمل يراد به القربة لله عز وجل بلا شك له فوائد جليلة، مثل: الحفاظ على التوازن الديني والاجتماعي وعدم التطرف في أي أمر له علاقة بالدين.

* لماذا العمل والحركة في عصر الغيبة؟
كثير من يسأل عن سبب الحركة والعمل في عصر الغيبة، وهذه النقطة لها علاقة بنوعية العمل، ذلك أن العمل له دوره الكبير في تثبيت الحالة المعنوية حول فهم الانتظار وما يتعلق به.
إضافة إلى ذلك أن لكل عمل تواصل، ليتسنى الحفاظ على ذلك العمل، مثل: ممارسة الرياضة الجسدية باستمرار حتى لا يفقد الجسد قوته، ممارسة الشاعر قراءة الشعر وكتابته حتى لا يفقد الذائقة الشعرية وملكتها، وغيرها من المهن والحرف والمواهب التي لو ابتعد عنها صاحبها لفَقَدَ موهبته جرّاء القطيعة، ولذا حريٌ بالإنسان المؤمن أن يواظب على كل عمل فيه قربة لله عز وجل حتى يكون قريباً من الله سبحانه وتعالى، وهذا القرب كفيل بأن يعطي النفس قوةً إيمانية بفعل الاستمرار على التقرب إلى الله عز وجل.

علماً أن هناك ضوابط كثيرة تستلزم منا وقفةً صامدةً لغربلتها وتأديتها بشكل له أثره مع حمله للمضامين العالية التي تحمل رساليّةً في الكلمة والموقف.
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا

أخوكم .. زكي مبارك

 

 

 توقيع زكي مبارك :
رد: مفهوم الحركة والعمل في عصر الغيبة الكبرى
الضربات التي لاتقصم الظهر فإنها تقوي
زكي مبارك غير متصل   رد مع اقتباس