الموضوع: حب في المقابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-2007, 05:25 AM   رقم المشاركة : 20
محب ال البيت
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية محب ال البيت
 





افتراضي رد: حب في المقابر

خرخشة مفاتيح تقترب من الباب الرئيسي ترافقها خطوات متلاحقة وصرير
الباب سبق دخول امه الى البيت انتفض مسرعا باتجاه الباب لاستقبالها ..
كانت الام تحمل في يدها مجموعة من الاكياس المليئة ساعدها فارس وحمل
عنها الاكياس وتوجه بها الى المطبخ ، جلس فارس على الكرسي وطلب من
امه ان تجلس ليحدثها ... ولكنها قالت له : ان يتكلم على راحته حيث ستقوم
هي بترتيب الاغراض ، فقام وساعدها وهو يعلم انها لن تصغي اليه ما دامت
تشعر بأن هناك شيئا ليس في مكانه .. وبعد الانتهاء من الترتيب جلست

وقالت :خير شو قصتك .. وشو اللي ذكرك انه ألك ام تعطيها من وقتك ؟

- امسك فارس يدها بكلتا يديه .....وقال : امي حبيبتي.
. فهميني انا شاعر انه في سر كبير في حياتك ؛ في قصة ؛
في اشي ؟ احكيلي عنه ؟

- وبنظرة دافئة من عينيها قالت : سر شو يمّا اللي بتحكي عنه...؟

- فرد متلعثما : سر بيتعلق فيّ انا ؟!!

- فقالت : يمّا شو هالكلام مالك انت الله يهديك ؟

- حار فارس اكثر ولم يملك الشجاعة ليتحدث بصراحه ، صمت قليلا ليفكر
وبسرعة قال : اسمعت قبل هالمرة بأسم الدهري ؟

لم تجب عن السؤال وبدت على وجهها علامات الاضطراب والقلق والارتباك
.. اعاد فارس السؤال مرة اخرى فاجابته متلعثمة : لا ما سمعت في ها الاسم
شو فّي ؟ شو القصة ؟ مين هذا وانت شو خصك فيهم ؟ انا ما بعرفهم ولا
عمري اسمعت عنهم ، ومين حكالك عنهم ؟ واحنا شو خصنا فيهم وليش
بتسأل عن ناس ما بنعرفهم ؟!! بلاش كلام فاضي وبكفي اني متحمليتك
ومتحملة عمايلك يوم بتناملي في الدار وعشرة ما حدا بعرف الك طريق
بكفي لهان بكفيك انا مش راح اظل ساكته ..

بقي فارس صامتا وقد اتكأ على الطاولة منتظرا ان تفرغ امه من كلامها .
. وما ان انهت كلامها حتى قال لها فارس بهدوء : انت ليش معصبة يمّا ..
انا بس سألتك ان كنت اسمعتي قبل هالمرة في اسم الدهري انا ما حكيت اشي .
. شو القصة يمّا شو فيّ ..

ردت امه غاضبة : ارجعنا لنفس الموضوع انا قلتلك ما في اشي وما بعرفهم
واذا بتحكي كمان مرة في هالموضوع ما راح احكي معك طول عمري ...

وبحركة لا شعورية مد فارس يده الى جيبه واخرج الصورة والقاها على
الطاولة امام والدته دون ان يتكلم بكلمة واحدة .. امسكت امه بالصورة
ويداها ترتجفان وقد اصفر وجهها واغرورقت عيناها بالدموع ..

اشفق فارس على حالها فهي اغلى الناس على قلبه ولا تستحق ان تذرف
دمعة واحدة من عينيها فانتقل الى جانبها وضمها اليه وقال : شو القصة يمّا ؟
احكيلي من شأن الله احكي وريحيني.

وزاد بكاء ام فارس واخذت تقول : ما بدي تضيع مني .. انا خايفة عليك ،
خايفة عليك يمّا
هدأ فارس من روعها وقال : لا تخافي يمّا لا تخافي.

- فقالت باكية : كيف ما اخاف كيف ..؟ انا شو عملت يا ربي تيصير فّي
كل هذا يا ريتني مت وارتحت .

- فقال فارس : بعيد الشر .. لا تخافي واحكي شو الموضوع ؟

- ردت غاضبة : شو احكيلك هو في اشي بينحكى انت من وين جبت هالصورة
ومين اللّي اعطاك اياها.

- فقال : مش مهم مين اعطاني اياها المهم شو قصتها...؟

- فقالت : لا هلأ بدك تقول لي مين اعطاك اياها ومن وين جبتها ؟

- فقال : طيب اذا مهم عندك انك تعرفي راح اقولك اعطتني اياهم وحدة حلوة زي
القمر

- اخذت ام فارس تلطم على وجهها وتبكي وتصرخ وتقول: يا خراب بيتي ..
يا ويلي عليك يمّا هي لحقتك لهون وين بدي اهرب فيك وين بدي اخبيك
وبتقول يما حلوة مثل القمر..؟! ضعت مني يا فارس وانت قدامي والله قلبي كان
حاسس راح ييجي اليوم الّلي يوخذنك مني.

عبثا حاول فارس ان يهديء من روعها حتى انه شعر بندم كبير لتهوره بفتح هذا
الموضوع معها وادخلها في هذه المتاهة ونبش لها ماضيا كان واضحا انه انتهى
بالنسبة لها ولكن حدث ما حدث ولم يكن امام فارس فرصة للتراجع ، ويجب ان
يفهم ما حدث وما يحدث لعله يجد مخرجا وخاصة ان شعوره قد تأكد بأن الذي
يواجهه لم يعد مجرد لعبة او تسلية .. ومغامرة ... وان خلف ياسمين ام الجماجم قصة
حقيقية عمل فارس كل جهده ليهدىء من روع وخوف امه..

 

 

محب ال البيت غير متصل   رد مع اقتباس