الموضوع: حب في المقابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-07-2007, 05:21 AM   رقم المشاركة : 16
محب ال البيت
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية محب ال البيت
 





افتراضي رد: حب في المقابر

كان فارس قد راى بين يديه رأس امراة مقطوعا .. وقد تاكل من العفن الا
الشعر الحريري الاسود الذي ما زال كما هو يغطي الراس المتعفن ودون
ان يصاب بأي تلف وكأنه لفتاة مدللة تعتني به كل لحظة ...

اصفر فارس وارتعش ولم يحتمل بشاعة ما راى ، وبدأ يتقيأ بشدة ودون
توقف وسقط على الارض مغشيا عليه من هول الصدمة ومن هول ما راى ...
وما ان فتح فارس عينيه حتى كانت الشمس قد اشرقت .
.. وجد نفسه في سيارته مستلقيا وبجانبه ياسمين تداعب شعره وجبينه
برقة وحنان وفارس ينظر اليها ولا ينبس بحرف واحد .. وقد بدا الارهاق
والتعب والقلق على وجهه واضحا جليا وعيونه تائهة حائرة مما يحدث معه ..

وقال فارس وقد اغرورقت عيناه بالدموع : ياسمين ارحميني لم اعد احتمل ..
ارجوك ... ارجوك ... واغلق عينيه مستسلما .

وبدا على ياسمين التاثر لحال فارس المنهار وادركت ان فارس لم يعد يقوى
ويحتمل اكثر من ذلك ..

فقالت بنبرة حزينة : فارس هيا لاعيدك الى البيت لتنام قليلا وترتاح .

- فقال فارس : وهل ساعرف طعما للنوم او الراحة وانا غارق في بحر من الالغاز
لا اول ولا اخر له ... ماذا حدث معي يا ياسمين وكيف وصلت الى هنا .
.. الم نكن في الجبل ؟؟

- فقالت ياسمين : نعم يا حبيبي كنا في الجبل ولكن اغمي عليك فجاة وبدون سبب
، وبعد ذلك ايقظتك وعدنا الى السيارة وكنت متعبا فتركتك لتنام قليلا .

ارتسمت على شفاه فارس ابتسامة ساخرة حزينة ومهمومة وقال
: اغمي علي دون سبب ؟ ... اتقولين دون سبب ، وهل وجودنا في هذا المكان
الرهيب في منتصف الليل ... نسمع صراخ وبكاء الاموات واحفر قبرا لاخرج
راسا مقطوعا ... هل كل هذا لا يكفي ليكون سببا ؟؟؟

0.3
حبيبي ، لا ادري ما الذي تخيلته انت ... ولكن كل ما في الامر
انك حفرت القبر واخرجت هذا ( الصندوق الصغير ) ولم يكن هناك راس ولا
عظام ولكن ان تخيلت رأسا فذلك مجرد اوهام ... انظر الى الصندوق الذي
اخرجته لعلك تجد بداخله شيئا يساعدك على معرفة حقيقتك وحقيقة عائلتك القذرة
...
. وبان وجه ياسمين وكانه البدر ... وحركت راسها بدلال يمينا
وشمالا ليتناثر شعرها الاسود الطويل الممزوج بظلام الجبل ...
ورفعت يدها اليمنى وباسنانها امسكت طرف القفاز وسحبته
من يدها بدلال لتخرج اصابعها من القفاز ... لتظهر كفة يدها الناعمة الملساء .
. وفعلت كذلك بيدها اليسرى .. والقت بالقفازين في الهواء ليهبطا على
الارض على بعد عدة امتار الى جانبها ... وباطراف اصابعها وعيون فارس تراقبها ..
اخذت بفك خيوط العباءة التي تحجب جسدها متعمدة الابطاء .. وقالت
: فارس حبيبي تعال وساعدني وفك الخيط ،, فانا لا استطيع ..

طوق فارس ياسمين بيديه وبدأ بقضم الخيط باسنانه بعد ان فشل بحله ،
وتحثه هي على ان يسرع قبل ان تشرق الشمس ... وتلقي ياسمين
بجسدها فوق التراب .. وتشد فارس معها الى الارض وهو ما زال
يقضم الخيط بفمه واسنانه .. حتى لم يبق من الخيط شيئا ، وينتقل
الى الخيط الذي يليه ...

يرفع فارس رأسه ويقترب لوجه ياسمين حتى كاد ان يلامسها .
. ولكنها وبحركة خفيفة ناعمة بطيئة تقف على قدميها ، وفارس
ما زال مستلقيا على الارض يرمقها بعينيه .

تقف ياسمين منتصبة وترفع العباءة التي سقطت عن كتفيها وصدرها ،
وترمق فارس نظرة خبيثة ... متعمدة كلما رفعت العباءة قليلا تركها لتلامس
وجه وجسد فارس وكأنها تستمتع بجنون وهي ترى بعيون فارس النار
المتقدة التي تزداد مع كل حركة لها ...

- وقالت بنبرة صوتها دافئه واثقة مجنونة : فارس ... فارس ... فارس ..
. اتريدني يا فارس الان ... اتريدني فوق هذا التراب حيث تستلقي وحيث اقف .
.. اتريدني الان يا فارس ...؟ انا ايضا اريدك ...؟

ولكن اريدك ان تعرف الحقيقة اكثر ... هنا حيث تستلقي دفنت عمتك
... احفر التراب وازحه لتعرف الحقيقة ان كنت تريدني ... اعرف الحقيقة

لم يخف فارس حينما علم انه يستلقي فوق قبر المرأه التي كانت تصرخ
والتي تقول له ياسمين انها عمته ... فقد كانت نار الاشتياق لياسمين اقوى
من خوفه ومن رهبة الموت والقبر ... وبدأ بحفر التراب بكلتا يديه ..
بجنون وعيونه متسمرة نحو ياسمين ... حفر اكثر واكثر وبقوة وعلى ضوء القمر
.. التفت باتجاه يديه التي حملت شيئا ، ما ان راه حتى توقف مذعورا خائفا ...

كان فارس قد راى بين يديه رأس امراة مقطوعا .. وقد تاكل من العفن الا
الشعر الحريري الاسود الذي ما زال كما هو يغطي الراس المتعفن ودون
ان يصاب بأي تلف وكأنه لفتاة مدللة تعتني به كل لحظة ...

اصفر فارس وارتعش ولم يحتمل بشاعة ما راى ، وبدأ يتقيأ بشدة ودون
توقف وسقط على الارض مغشيا عليه من هول الصدمة ومن هول ما راى ...
وما ان فتح فارس عينيه حتى كانت الشمس قد اشرقت .
.. وجد نفسه في سيارته مستلقيا وبجانبه ياسمين تداعب شعره وجبينه
برقة وحنان وفارس ينظر اليها ولا ينبس بحرف واحد .. وقد بدا الارهاق
والتعب والقلق على وجهه واضحا جليا وعيونه تائهة حائرة مما يحدث معه ..

وقال فارس وقد اغرورقت عيناه بالدموع : ياسمين ارحميني لم اعد احتمل ..
ارجوك ... ارجوك ... واغلق عينيه مستسلما .

 

 

محب ال البيت غير متصل   رد مع اقتباس