عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-2007, 10:51 PM   رقم المشاركة : 13
الفرات
طرفاوي مشارك







افتراضي رد: تفجير مئذنتي مرقد الإمامين العسكريين في سامراء وقبله مسجد الشيخ الجيلاني

أرفع أسمى آيات العزاء إلى مقام مولاي صاحب العصر والزمان في مصابه بهدم حرم والديه الإمامين العسكريين .




بيان آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني بمناسبة هدم القبة الشريفة

--------------------------------------------------------------------------------

نص الكلمة التي ارتجلها آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني في المسجد الأعظم وقت درس خارج الفقه الساعة الخامسة عصراً من يوم الأربعاء 23/1/1427 هـ بمناسبة هدم وتخريب حرم الإمامين العسكريين عليهما السلام.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين سيما بقية الله في الأرضين واللعن على أعدائهم الى يوم الدين.

إنا لله وإنا إليه راجعون
لا طاقة لنا اليوم على إلقاء الدرس!
ماذا حدث في هذا اليوم؟!
الذي يدرك ماذا حدث في هذا اليوم هو الذي يفهم آية النور: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.
فلقد تعقبتها هذه الآية : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }.
فيا حكومة إيران! يا دولة إيران! أنت التي نلت هذه الحكومة ببركة صاحب الزمان عليه السلام!
لقد هدموا بيت صاحب الزمان! يجب أن لا نقتصر على مجرد الشجب والاستنكار، ولا يصح تخدير مشاعر الأمة بهذه الكلمات من التنديد وما شابه، بل لابد من إقامة العزاء في جميع البلاد، وهذه الوظيفة هي وظيفة كل شيعي، داخل إيران وخارجها، من أجل ما حدث من تهديم دار الإمام، الدار التي هي مرقد جد الإمام ومثوى والده عليهما السلام.

قد هدمت في هذا اليوم هذه القبة، قبة بيت من هو نور عين السماوات والأرض.
أيها الناس! الذي ترددون في كل يوم جمعة : ( فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون وإياهم فليندب النادبون ) يجب عليكم ـ من أجل هذه المصيبة العظيمة ـ أن تقيموا العزاء في أنحاء البلاد.
إن الرجلين الذين يرقدان في هذا المثوى تحت هذه القبة التي هدمت في هذا اليوم هو جد ووالد قلب عالم الإمكان وقطب دائرة الوجود.

يا صاحب الزمان! يا حجة الله في عصره! أنت ملاذنا، ليس لنا ملجأ سواك، فإلى من نلتجيء غيرك؟!
( اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وتظاهر الزمان علينا، اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، اللهم شتّت شملهم، وقلّب تدبيرهم، وخذهم أخذ عزيز مقتدر .

أيتها الحوزات العلمية في أنحاء البلاد، كلكم تعيشون على سفرة ولي العصر، لقد هدمت دار ولي نعمتكم، انهضوا جميعاً واعلموا أن هذه المصيبة العظيمة قد تجاوزت حد التصور.
فيجب على دولة إيران وشعبها أن تقوم بما يتناسب مع عظمة هذه المصيبة الكبرى والداهية الدهياء.
إلهي! أي بيت هدم هذا اليوم؟!
ومن الذي يعرف قدر أولئك الثاوين في ذلك المضجع غيرك؟ أولئك الرجال الذين (لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ )، والذين خلقهم الله أنواراً فجعلهم بعرشه محدقين حتى منَّ علينا بهم، فأسكنهم { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ }.
وليعلم هؤلاء الذي أقدموا على هدم هذه القبة أنها ستبنى، وستكون أكثر عظمة ورونقاً وبهاء مما كانت عليه بأضعاف كثيرة، ستبنى قبة العسكريين عليهما السلام بحيث تبهر عيون الناظرين وتخطف أبصار العالمين، { يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
إنا لله وإنا إليه راجعون.


قسم من بيان آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني مد ظله العالي بمناسبة المصيبة المحرقة للقلوب التي هزّت الضمائر الحية المؤمنة ألا وهي هدم القبة المباركة لمرقدي الإمامين العسكريين عليهما السلام.

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }.
( خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين حتى منّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه ).

إلى جميع المسلمين في العالم
لنتسائل : هل تعلمون قبر من هدم في هذا اليوم؟! أليس الإمام علي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري عليهما السلام من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله؟! هل تجهلون وجوب محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله؟! ألم يوصكم في أهل بيته؟! ألم تقرئوا في كتاب الله قوله عز من قائل : { قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}؟!

فهل هدم قبة الإمامين الهاديين بهذه الطريقة المهينة امتثال لوصية الرسول صلى الله عليه وآله؟!
وهل تفجير قبتهما بهذا الأسلوب الوحشي من محبة أهل البيت عليهم السلام؟!
فأين عواطفكم تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله؟ وأين محبتكم لأهل البيت عليهم السلام؟!

يا مسلمي العالم! ويا محبي صاحب الزمان!
هدمت اليوم قبة مرقد مصباحي مشكاة الهداية ونجمي سماء الولاية والإمامة.
ولا يخفى عليكم أن قوله تعالى: { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} قد فسّرت بقطب عالم الإمكان، صاحب العصر والزمان، الذي هو ثمرة لـ{ نُّورٌ عَلَى نُورٍ}، النورين المدفونين في هذه البقعة المباركة، النور الأول هو الإمام العاشر علي الهادي عليهم السلام، الذي قال الله تعالى في حقه في الحديث القدسي المعروف بحديث اللوح: ( وليّي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي )، والنور الثاني هو الإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري عليه السلام، الذي بيّن المولى تعالى مقامه السامي في نفس الحديث السابق بقوله: ( الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ).

يا شيعة العالم! لقد هدم مرقد من عرّفه الله تعالى بهذا التعريف، ويكفي في بيان عظم هذه المصيبة الكبرى والداهية الدهياء التأمل في مضمون هذا الحديث الذي بيّن أوصاف الإمامين العسكريين عليهما السلام، هذا الحديث الذي نزل على خاتم النبيين ليعرفه الكمّل من العلماء الربانيين، فهذا الحادث الأليم إهانة لأمين وحي الله، وخازن علمه، بل إهانة لذات الله تعالى المقدسة، ولحملة الوحي وعلم الله من لدن آدم إلى نبينا الخاتم.

فلابد لكل من يرى نفسه عبداً لله، وأنه من أمة خاتم الأنبياء، أن يكون صاحب عزاء في هذه المصيبة، ولابد أن يهتزّ كل فؤاد شرب عشق قلب عالم الإمكان، الإمام صاحب الزمان لهذه المصيبة العظيمة، التي هي مصيبة هدم دار العلم والإيمان، وعلينا أن نبذل ما في وسعنا في تعظيم هذه المصيبة الكبرى.

يا أمة الإسلام! إن هذه الدار دار لمظهر اسمين تكوينيين من أسماء الله الحسنى، ولقد كانت في أيام حياة الإمامين عليهما السلام مركزاً لأشعة أنوار العلم والتوحيد نهاراً، وموطناً لأنس الإمامين عليهما السلام وخلوتهما بربهما ليلاً، ولقد كان لهما وللإمام الحجة المنتظر في هذه الدار دوي بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد، ذلك الدوي الذي يؤنس حملة العرش والملائكة المقربين، هذه الدار أصبحت في ما بعد مدفناً لنجمي سماء خلافة النبوة الخاتمة.
لقد هدمت هذه الدار وخربت على يد الكفر والطغيان، والظلم والعدوان.
اللهم لك الحمد ولك الشكر وإليك المشتكى، وأنت المستعان.

 

 

الفرات غير متصل   رد مع اقتباس