عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2007, 04:50 PM   رقم المشاركة : 16
الخاطوف
طرفاوي مشارك






افتراضي رد: قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)

رقم ( 5 ) التأويلات الطائفية .. وغياب النقد الذاتي !!

يا ترى ..من له حق الفصل في مثل هذه القضايا .. هل هم ـ فقط ـ علماء الدين (الطائفيين) ، طبعا سيكون في تفسيراتهم تجاهل مقصود لكل الفاعليات الاجتماعية الثقافية الأخرى في المجتمع من مثقفين وأدباء ومفكرين .. !!؟؟
الساحة الإسلامية لا تحتمل كل هذا التنافر والتباغض ، والأدهى من كل ذلك ـ وعلى مرأى ومسمع كل الأمم الأخرى ـ أننا نعيش أزمة ثقة متبادلة ، وطغيان الفهم الأحادي ، وغياب النقد الذاتي ، وانحسار فقه المراجعة .. ويكفينا أن نقول: ( الجمهور عاوز كدا) ، كما هي السينما المصرية هذه الأيام! في غياب واضح وفاضح في حركة الإصلاحيين والعقلاء .. بحيث يكون النقد حركة متواترة ومرتبة ومدروسة قبل كل شيء !؟

متى أصبح الاستشفاء من الأمراض بـ(اللعن) سبحان الله !! ومتى كان لعن فلان أو علان أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد ؟؟ لقد أصبتُ بالدوار حينما استمعت إلى ذلك من أحد طلبة العلوم الدينية أمام عينيّ وسمعته بأذنيّ ، وهو ممن يمتلك منبرا ، وله اتصال واسع بالجمهور !!؟
كيف يمكن القبول بمثل هذه التنطع ؟ ولماذا استغفال الناس ، والضحك على عقولهم ، واستغلال مشاعرهم ، والعبث بعواطفهم الدينية الجياشة!!
من أجل مَن تفتر طاحونة التلاعن ، ويُسجّرُ تنور التشاتم ، ويستعر كانون التسابب في ثقافة المجتمع وفي وعيه ، وفي لاوعيه؟

أظن أنه يوجد فرق جوهري بين أن يكون اللعن ظاهرة اجتماعية وسلوكا مذهبيا ، وبين الادعاء بأنه عبادة !!؟؟
فمن يقرأ الصحيفة السجادية ، أو نهج البلاغة (قراءة واعية) بأدبهما الراقي كيف يمكنه قبول مثل هذه المضحكات المثلجة .

هل يمكننا أن نرى إلى الظاهرة من زاوية حقوق الجيرة وأدب الجوار !! نقرأ في أدبيات العرب العاربة والمستعربة ـ أعزهم الله ـ في عصر ما قبل الإسلام أن الجار من أهل الدار ، ولا يقبلون بإهانته ، ويمكن أن يخوض العقلاء منهم والمجانين حربا عوانا من أجل جار متوهم ، سواء كان إنسانا أو حيوانا أو حشرة .. وأكد الإسلام بشريعته الإنسانية على ذلك ، فقال رسولنا الكريم (ص): لا يؤمن جارٌ حتى يأمنَ جاره بوائقه . وقال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورثه .

تصور معي أن جارا لك يعتقد أن جيلا من الناس هم رموزه وقادته في الدنيا والآخرة ، كيف استسغت فكرة أن تلعنهم بهذه البساطة ، وتقول له : أنا أحترمك وأقدرك ، وليس بيني وبينك أي شيء .. أليس هذا ضحكا مثلجا !!؟؟ وسيقول لك : أين حتى يأمن جاره بوائقه ، ووصية جبريل لنبينا الكريم !!؟؟؟؟
من يقبل بهذا المنطق المعكوس من أهل لا إله إلا الله ؟؟ أو حتى من العالم جميعا ؟؟

 

 

 توقيع الخاطوف :
الخاطوف غير متصل   رد مع اقتباس