ملكاً كنت على الريح
هذه الجملة التي استقطعت من النص، يضعها الشاعر عنواناً لقصيدته
على عادة بعض الشعراء .
لكن لماذا لم تكن الجملة : كنتُ ملكاً على الريح .
لماذا هذا التقديم ؟
تقديم (ملكاً) يدل على تخصيص هذه الصفة له دون غيرها من الصفات، وكأنه لا يمتلك إلا هذه الصفة، أو لنقل لا يهتم إلا بهذه الصفة فقط .
نمر في الجملة على مفردة (كنتُ) لنفهم أن ذلك الجبروت أصبح الآن ذكرى، ففي زمنٍ ما كان ملكاً .
العنوان يزفر بالحسرة والندامة على عنفوان مضى إلى غير رجعة؛ إذ يوحي هذا العنوان على سلطة قوية وكبيرة ومملكة تشبه إلى حدٍّ ما مملكة سليمان عليه السلام حينما نتذكر قوله تعالى " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ ..."، ولكنها سلطة اتسمت بالطغيان والتجبر كما هو واضح من إشارات النص، وانتهت هذه السلطة وكأنها حبر على ورق .
واختيار (الريح) فيه نوع من السيطرة التامة على الحكم فالريح تنقله إلى أي مكان يريد، وتأتي له بأي شيءٍ يريده .
.
.