جميل منك يا أخي أنك وضعت الرواية وذكرت المصدر فكل الشكر على جهدك .
عندما تتبعت رجال السند بنفسي تبين لي بأن أغلب الرواة مسكوتٌ عن توثيقهم في كتبنا، وبعضهم يضعف في كتب أهل السنة أو يوثق أو بين بين، فإن كان لك جلد على القراءة فتفضل:
1- أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ثقة عند السيد الخوئي في معجم رجال الحديث .
2- عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري لم يذكره السيد الخوئي، فهو مسكوتٌ عن وثاقته إذن في كتب الأحاديث عندنا، وأكتفي بالخوئي لأنه ينقل عن المتقدمين .
ومن أهل السنة ذكره أبو يعلى في الإرشاد فقال ثقة إمام عالم متفق عليه - تذكرة الحفاظ للذهبي
3- حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ لم يذكره السيد الخوئي (مسكوتٌ عن وثاقته عندنا)
قال عنه ابن حبَّان صاحب كتاب الثقاة (من علماء السنة) : مستقيم الحديث ص 252
4- معاوية بن هشام لم يذكره السيد الخوئي (مسكوتٌ عنه) وهو مولى بني أسد، وقد اختلفت بعض المصادر السنية في توثيق هذا الرجل ابن حجر: ليس بالقوى، ضعفه النسائى، أبو حاتم: صدوق وله أوهام .
5- سفيان هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ذكره السيد الخوئي وسكت عن توثيقه و قال عنه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق وقد أسند عنه وسكت عن توثيقه، و قال عنه العلامة في الخلاصة سفيان الثوري ليس من أصحابنا وسكت عن توثيقه.
وبعض المصادر السنية: بن حجر : ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، و كان ربما دلس .
الذهبي : الإمام ، أحد الأعلام علما و زهدا .
6- عبد الملك بن عمير ذكره السيد الخوئي وسكت عن توثيقه وعده البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام . وبعض المصادر السنية قال أحمد: مضطرب الحديث جدًا مع قلة حديثه، ما أرى له خمسمئة حديث، وقد غلط في كثيرٍ منها.قال أبو حاتم: ليس بحافظ وهو صالح تغير حفظه قبل موته.ووثقه العجلي، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس.ودافع عنه الذهبي في الميزان (2: 660)، فقال: "لم يورده ابن عدي ولا العقيلي ولا ابن حبان، وقد ذكروا من هو أقوى حفظًا منه وأما ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح وما ذكر التوثيق، والرجل من نظراء السبيعي أبي إسحاق وسعيد المقبري، لما وقعوا في هزم الشيخوخة نقص حفظهم وساءت أذهانهم ولم يختلطوا، وحديثهم في كتب الإسلام كلها، وكان عبد الملك ممن جاوز المائة ومات في آخر سنة ست وثلاثين ومئة". اهـ.
وقال ابن حجر في هدي الساري (ص422): " إنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنة، لأنه عاش مئة وثلاث سنين، ولم يذكره ابن عدي في الكامل ولا ابن حبان".
7- خالد بن ربعي لم يذكره السيد الخوئي (مسكوتٌ عن وثاقته) مع أن الرواية انطلقت منه .
لم أجد له ترجمة إلا في الكتب السنية :
خالد بن ربعي التميمي ثم النهشلي. وقيل: خالد بن مالك بن ربعي.
أحد الوفود الوجوه من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد تنافر هو والقعقاع بن معبد إلى ربيعة بن حذار، أخي أسد بن خزيمة في الجاهلية، وقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد عرفتكما " -أسد الغابة ابن الأثير ج1ص303 .
قال بن المديني لا يروي عنه غير حديث واحد أن صاحبكم خليل الله - الجرح والتعديل للرازي ج3 ص329
قال بن الأثير: لم يذكر بن الكلبي بعد أن نسبه أن له صحبة ولم أر من ذكر له صحبة إلا العسكري، قلت: وقد ذكره بن عبد البر إلا أنه نسبه لجده - الإصابة في معرفة الصحابة ج1 ص282
الزبدة أو النتيجة أن الرواية ليس موثقة، فهناك اضطراب في رجال السند .
فليس كل الرواة ثقات في كتبنا وحتى بعض كتب السنة تضعف في بعض هؤلاء الرواة.
هذا من جهة السند .
أما من جهة المتن فالرواية غريبة جداً فهي ليس خاضعة للطبيعة البشرية وأعني بذلك
أن مثل هذه الحالات لا تحصل لكل البشر ( استثنائية) وهذا ما يلزمنا أن نتوثق من الرواية سنداً فالمتن
فيه شيء من الغرابة غير المصدقة للوهلة الأولى تأمل معي :
يا أبا الحسن الذي باعك الناقة جبرائيل والذي اشتراها منك ميكائيل والناقة من نوق الجنة والدراهم من عند رب العالمين عزوجل فانفقها في خير ولا تخف اقتارا.
جبرائيل مهمته تبليغ الوحي للانبياء والرسل فقط، وميكائيل في السماء فالرواية تعاملت معهما وكأنهما تاجران .. والله عجيب !!
أنا لا أنكر أن تكون كرامة للإمام علي عليه السلام ولكن لتكن صحيحة السند أولاً، لا طعن في توثيقها كي أطمئن في قبولها والاقتناع بها .