عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2007, 08:08 PM   رقم المشاركة : 1
الخاطوف
طرفاوي مشارك






افتراضي قلها ولا تخف (الحقيقة : خطأ قد صُوّب .. هي جارحة ولكنها لذيذة)

رقم ( 1 ) ظاهرة أتمنى زوالها !!

إلى أصدقائي القائلين بمقولة اللعن .. سأظل مختلفا معكم إلى الأبد
من فضلكم.. نحتاج إلى فترة استرخاء !
( 0 )
مطلع فجر جديد
يا إخوان الصفا ، وخلان الوفا هيا بنا نبني مستقبلنا بقليل من الجروح والقروح!! هيا بنا نتعلم كيف يكون الوطن حيا نراه يركض في الطرقات وبين بيوتنا متبسما ضاحكا مستبشرا.. !!
هيا بنا نتعلم المحبة والموسيقى ؛ لنولد من جديد !!

* بيني وبينَ عواذلِي في الحبِّ .. أطرافُ الرماحْ
أنا خارجيٌّ في الهوى ؛ لا حكمَ إلا للملاحْ

* الحب أول مطلع حلوٍ وآخر قافية !!

أوصيكم بالحبِّ ، وبالخروج على المألوف ، وليس على الألفة !

وردتني رسالة عبر الجوال تقول (الألفة:هي وسيلة لخلق جو من التفاهم والانسجام مع الآخرين ، بالتركيز على فهمهم ، والتعامل معهم بطريقتهم .. ورؤية الأشياء من وجهة نظرهم دون محاولة تغييرها ، أو الحكم عليها وعلى تصرفاتهم ، واحترام أفكارهم واعتقاداتهم ومشاعرهم ، وخلق جو من الثقة والاحترام المتبادل )
قد نتفق مع هذا التعريف وقد نختلف ولكن فيه الشيء الكثير من الصواب .

1ـ ُيقلقني حد الاكتئاب ، ويُخيفني حد القلق ، ويُحرجني حد الخجل ، ويحيلني رمادا ، ويجرحني ويصفعني ويلكمني ويلكزني ويذروني في الرياح .. كلُّ من يسرفُ في ( تمذهبه ) حتى محو الآخر .. !!
ما أغرب هذه الثنائية البغيضة في ثقافتنا: الذات والآخر .. الـ(نحنُ) والـ(هُمْ) .. الخاصة والعامة .. من هو هذا الآخر الذي نريد أن نطرده من الأرض ، كيف جاز لنا ذلك ، أليس هذا الآخر أناسا .. بشرا .. آدميين ..إخوة لنا في الدين ، ونظراء لنا في الخلق !!؟؟
لماذا توجد في قاموسنا الاجتماعي واللغوي ألفاظٌ تحتاج إلى كنس اجتماعي ولغوي ؛ لأنها مشبعة بغاز الطائفية ، وملوثة بجراثيم المذهبية ، لا أريد تسمية بعضها الآن ، بل أترك ذلك لوقته ..
أتمنى أن يأتي من يعمل لنا قاموسا لغويا بعنوان (معجم الألفاظ الطائفية) كي يعرف الناس المفردات التي أضحت عيبا لغويا ، وعبْأً اجتماعيا ، ولحنا ثقافيا ؛ ليطهرنا منها بالماء والتراب والديتول !؟؟

دور الأنا العليا هو إزالة الالتباس بينها وبين الآخر ، هذه ضرورة قصوى للتعايش ،أظن أن ابن المقفع كان يخطو نحو هذه الضرورة القصوى في عصره حينما حشر كلَّ أجناسِ الحيواناتِ.. المفترسةِ منها والأليفةِ في كتابه الرائع (كليلة ودمنة).. الأسد والثور والقرد ومالك الحزين والثعلب والحمامة المطوقة ، وأجرى على لسانها حواراتٍ رائعةً ..غايةً في الروعة والحكمة والأدب والإحساس .. وكأنها خطوة حالمة منه نحو الضياء والشمس ؛ حينما خانه بنو الإنسان ، فاختار التعايش السلمي مع بني الحيوان عفا الله عن ميتهم ، وأطال عمر باقيهم .
لماذا لا نحذو حذو ابن المقفع ونقيم مملكة الإنسان الكبرى ؛ ذات الأعراق والمذاهب والديانات والملل والنحل المختلفة .
ما هذه الذات الموهومة التي تريد أن تتفرد بالأرض والجنة دون غيرها ، وتطرد من سواها؟!! و(جنه من غير ناس ما تنداس) !!
هذه ذات تشارك في ازدياد ظاهرة الانحباس البشري ، والالتباس والانحباس مصدران خماسيان في النحو ، ولكنهما في الحياة مصدران لكل انغلاق وأنانية وإزعاج وتوتر!!

العالم يتغير .. وأكثر ما يزيدك غرابة ووجع، ويحشو في منخريك الرغام ذلك الذي يتحدث في خص من أخصاص زقاق من أزقة بليدة بجوار قرية مدفونة تحت وابل من الرمل .. وهو قاعد على تكية قديمة في زاوية مسيجد صغير أو حسينية متوارية .. يثير موضوعات مزعجة من كتب صفراء بالية يتبرأ منها الورق المحبوس في غبارها !! وهو لا يدري أنه يتسبب في إثارة الفوضى في المدن الكبيرة .. وازدياد نسبة الحوادث المرورية على الطرق السريعة .. وارتفاع نسبة الاختطاف والأمية والبطالة والفقر وتراجع سوق الأسهم .. حين يشعل فتنة أو يوري زناد كراهية !
العالم يتغير .. ولا تعلم لماذا هذا الإصرار على مسائل لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإنما فقط تسمّن جثث الأسلاف والموتى،وتشبع جوع المنهومين بالشقاق والخلاف ، وتدر سيولة في محافظ المستثمرين في بورصة الفتن ورعاة الخعخع ، ويستثمرها المتفننون في تضييع مستقبل غيرهم كما ضيعوا تاريخهم !!؟
لماذا رفض الآخر بحجة حماية الذات ، لماذا هذه الماضوية المميتة في تسويق الأفكار الهزيلة والمنتهية الصلاحية ؟ وحسب كريم مروة (بعض هذه الأفكار مستخرج ومستنسخ من كهوف التاريخ) .. لماذا لا نستنسخ قيثارة أو دورقا أو مجمرة أو فسيفساء أو شمعدان أو معلقة أو نايا أو حالة حب !! لماذا فقط نصر على استنساخ الأفكار المترنحة في كتب الماضيين من كثرة ما لاكتها الألسن الصفراء!؟

 

 

 توقيع الخاطوف :
الخاطوف غير متصل   رد مع اقتباس