بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا راحلين بصبري والفؤاد معا=رفقا بقلب محب ناحل البدن
ظللت في ربعكم أبكي لفقدكم=كما يبكين حمامات على غصن
[/poet]
القلب يخشع والعين تدمع وإنا على فقدك يا أبا محمد لمحزنون ... لا أدري أعزي نفسي أم أعزيكم والعزاء واحد .. ولا أدري أواسيكم أم تواسوني والمصاب جلل .. في الليلة التي رحل فيها المرحوم أبو محمد رأيت أخاه العزيز على قلبي وزميل دربي المرحوم أبا قاسم في عالم الرؤيا ضاحكا مستبشرا ، وقد تبين جليا في صبيحة ذلك اليوم سر تلك الرؤيا حيث كان مستبشرا بلقاء أخيه في عالم البرزخ ، وكنت من العادة أن أراه في عالم الرؤيا في كل أسبوع أو أسبوعين مرة ولكن ليس اللقاء الذي تعاهدنا عليه في حياته ، حيث تعاهدت معه بأن الذي يرحل قبل الآخر يأتي إلى الحي ويخبره بما حصل له بالتفصيل ، وما زلت أنتظر هذا اللقاء . وكان أبو محمد سلوتي فيه والآن قد رحل ليزيد لوعة الفراق ألما وحسرة ، ولقد قطعت نياب قلبي تلك الكلمات الحزينة وهي تخرج متعثرة بهزيز البكاء من ابنه محمد وأبناء أخيه عندما قالوا: ( لم يبق لنا أحد .. كلهم راحوا ) وكأنهم على موعد مع اليتم . إيه لك يا دنيا ما زلت تغتالين أحبابنا واحد بعد آخر .. ولكنه درس الحياة وعبر المعتبرين وسبيل السالكين ودرب المتعضين ، فاللبيب من درسها يعتبر ومن مكرها بحصن الايمان يستتر .. نعم إنها الحياة باطنها الرحمة وظاهرها العذاب ... في الألم شفاء أحيانا ، وفي الموت عبرة وبيانا .
تغمدك الله يا أبا محمد بواسع رحمته وأسكنك الفسيح من جنته أنت وأباك وأمك وأخاك
وألهمنا وذويك الصبر والسلوان إنه ولي الصابرين .. فصبرا آل بومعيكل إن موعدكم الجنة إن شاء ربي وقدر