وقد أورد صاحب موسوعة أطراف الحديث النبوي في مادة (لعن) قريباً من ثلاثمائة عنوان حديث نبوي مصدّر بكلمة اللعن (موسوعة أطراف الحديث النبوي / المجلد السادس: 594 ـ 606.)، رغم أنه لم يوفق لجمع كل أحاديث هذا الباب، وفات عليه بعض مما هو مشهور فيه، كلعن النبي (صلى الله عليه وآله) للمتخلف عن جيش أُسامة(- نقله ابن جرير الطبري في أحداث سنة (11 هـ ) من تاريخه و والملل والنحل للشهرستاني: 1/23 ط دار المعرفة و شرح نهج البلاغة للمعتزلي: 6/52
و هذه الأصناف التي لعنها النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
- أولا: لعن (صلى الله عليه وآله) الذين تآمروا على حياته الشريفة والذين تصدوا له ليمنعوه أو يعيقوه من أداء رسالته التي كلفه الله تعالى بها: مثال، ورد في كتاب الخصال لأبي جعفر بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق الجزء الثاني ص 397-398 مع تفصيل في الإسناد عن ابن موسى عن محمد بن موسى الدقاق، عن محمد بن محمد ابن داود الحنظلي، عن الحسين بن عبد الله الجعفي، عن الحكم بن مسكين عن أبي الجارود عن أبي الطفيل عامر بن واثله قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن أبا سفيان في سبعة مواطن:
أولهن: يوم لعنه الله ورسوله وهو خارج من مكة إلى المدينة مهاجرا وأبو سفيان جاء من الشام، فوقع فيه أبو سفيان يسبه ويوعده، فهم أن يبطش به فصرفه الله عن رسوله.
والثانية: يوم العير: إذ طردها ليحرزها من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلعنه الله ورسوله.
والثالثة: يوم أحد، قال أبو سفيان: أعل هبل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الله مولانا ولا مولى لكم.
والرابعة: يوم الخندق، يوم جاء أبو سفيان في جمع من قريش فردهم الله بغيضهم لم ينالوا خيرا، وانزل الله عزّ وجل في القرآن آيتين في سورة الأحزاب، فسمى أبو سفيان وأصحابه كفارا، ومعاوية يومئذ مشرك عدو لله ولرسوله.
والخامسة: يوم الحديبية، والهدي معكوفاً إن يبلغ محله، وصد مشركوا قريش رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام وصدوا بدنه أن تبلغ المنحر، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يطف بالكعبة ولم يقض نسكه، فلعنه الله ورسوله.
والسادسة: يوم الأحزاب، يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش، وعامر بن الطفيل بجمع هوازن، وعيينه بن حصين بغطفان، وواعدهم قريظة والنضير أن يأتوهم، فلعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) القادة والأتباع وقال: أما الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا، وأما القادة فليس منهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج.
والسّابعة: يوم حملوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في العقبة وهم اثنا عشر رجلاً من بني أمية وخمسة من سائر الناس، فلعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من على العقبة غير النبي (صلى الله عليه وآله) وناقته وسائقه وقائده.
وفي نفس المصدر (الخصال) الجزء الأول ص191، وبتفصيل في السند أيضا عن عبد الله بن عمر، أن أبا سفيان ركب بعيرا له ومعاوية يقوده ويزيد يسوق به، فلعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الراكب والقائد والسائق.