عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2003, 01:53 AM   رقم المشاركة : 11
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

أختنا ليلى :

مجدداً أحيي فيكِ هذه الروح المرنة في تقبل وجهات النظر ، فقد اتضحت لي بعض أفكاركِ ؛ ولكن بعض منها محل أخذ ورد وهي :

<span style='font-size:12pt;line-height:100%'>أولاً :
( ذلك الوشاح الأسود المفعم بالإنسان ) .
تساؤلي تحديداً في تركيبة ( المفعم بالإنسان ) لماذا لا يكون ذلك الوشاح - على سبيل المثال - مفعماً بالآلام أو بالأحزان ؛ لأن امتزاج الحسي ( الوشاح ) بالمعنوي ( الألم وما شابهه ) أقوى وأبلغ في توصيل المعنى . فقد لا يفهم من كلمة الإنسان معنى الحزن أو الأسى الذي أشرتِ إليه في توضيحكِ ، فلماذا لا تحل مفردة ( الإنسانية ) التي تنبض حيوية أكثر من مفردة ( الإنسان ) محلها .

<span style='font-size:12pt;line-height:100%'>ثانياً :
في الاقتباس لابد من كتابة البيت كاملاً أو الإشارة إلى ذلك ، إلا إذا كان البيت وصل حداً من الشهرة بحيث نكتفي منه بعبارات أو بمعنى من معانيه .
* الديوان ( يمشي مخفوراً بالوعول ) لقاسم حداد ، وأتمنى تحديد الصفحة التي ورد فيها البيت المقتبس لتعم الفائدة .

ثالثاً : ( تحتفي بمولد جنين محشو بالحنوط ) .
مفردة ( الحنوط ) تعكس طقساً من طقوس الموت ؛ لملازمة هذه المفردة لجسد الميت كما وضحتِ أنتِ بنفسكِ . عجباً لاحتفاء هذه الأم بجنينها ؛ أهي متفائلة بقدومه أم متشائمة حينما حشته بالحنوط ؟! فإن كانت متفائلة فلتضع له طيباً آخر غير الحنوط الذي يذكرنا بالموت . علماً بأن هذه الحبلى ستصل إلى ميناء السلام حيث الأمل والحياة ؛ فهي إذن غير متشائمة بقدومه .

رابعاً : ( هودج أمي ) .

قمتِ مشكورةً بشرح وتفصيل هذه العبارة ، ويبقى الحكَمُ النصَ . فعندما نرجع إليه لا نجد قرينة لفظية أو حالية تصلنا بأحداث وتفاصيل الطف أو على الأقل بحدثٍ واحد . فالهودج لن يوصلنا إلى الطف فقط لأن المفردة ليست خاصة به ولا تقترن به فقط ، فالهودج استعمله العرب قبل الطف وبعده ؛ إذن سيبقى المعنى المراد في ذهن المؤلفة وليس في النص . ولكي يكون الرابط واضحاً نضع صفةً لهذا الهودج مثلاً : ( هودج كربلائيّ ) .
أما التركيبات التي وضعتُها أمثلةً لفكرة عدم التناسب بينها فهي :
1- ( محراث الريادة ) : لماذا لا يكون محراث الحياة أو الأمل ، فالريادة غالباً ما تستعمل في الفنون .
2- ( جمار الموت ) : لتكن جمرَ الموت ؛ لأن جمرة ( من الاتقاد ) تجمع على جمر ، بينما ( جمار ) : فواحدتها جمرة وهي الحصاة .
3- ( دهليز خصلاتها ) : ما رأيكِ في كلمة أخرى غير دهليز ، توحي بالفتنة والسحر كما وضحتِ ذلك من خلال الشرح ؛ وأنا على ثقة بذوقكِ الأدبي للوصول إلى كلمة تنسجم مع المعنى .
4- ( حامولة ) لم أقع على معنى لها بهذا البناء فأرجو تزويدنا ولو بمصدر يحدد معناها ؛ إلا إذا كانت دارجة في مجتمع ما وخاصة به . وما وقعت عليه في لسان العرب :
حومل : السيل الصافي ، حميل : ما يحمله السيل ، أو ما يجيء به .

ختاماً :

أحمد لكِ هذا التطلع الجريء في خلق تراكيب لغوية جديدة ، ولكن لابد من التنبه إلى نقطة في غاية الأهمية وهي :
إن الكلمات والتراكيب ما هي إلا وسيلة لإيصال المعنى المراد من ذهن الكاتب إلى ذهن المتلقي ، وما على الكاتب إلا أن يختار الوسيلة الملائمة لتحقيق فكرته وايصالها للمتلقي معاً ، لأن هذه الكلمات والتراكيب ليست غايةً في ذاتها ومتى ما تحولت إلى ذلك أصبح الكلام أشبه باستعراضات كمال الأجسام في عرض القوة والقدرة فقط دون فائدة تذكر .

على السريع :

أرجو التنبه لبعض هذه الأخطاء ، ويبدو أنها وقعت غفلةً منكِ لا تعمداً وهي :
( متهم بريء حتى تثبت إدانته ) تكتب هكذا : متهمة بريئة حتى تثبت إدانتها ، لأن الكلام على لسانكِ .
( نثر أو شعر ) تكتب هكذا : نثراً أو شعراً
( ليس إلا تمديد لزمن ) تكتب هكذا : ليس إلا تمديداً . . .

وبانتظار جديدكِ . . .
</span></span>



أخوكِ
ديك الجن

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس