[البراء]

من خصائص الحسين :

(الحياء عند العطاء)

فالناس تعرض لهم حالة رد السائل، وهو يرق على السائل لحالته حين يريد أن يعطيه سؤله,
وتراه يرق على السائل بسبب الذل العارض له حين إعطائه له,
لا لفقره واحتياجه وصعوبة ذلك, بل لأجل السائل وحيائه.

فمن ذلك قضية الأعرابي:
(الذي وفد المدينة فسأل عن أكرم الناس بها, فدُل على الحسين عليه ,فدخل المسجد فوجده يصلي فوقف بإزائه وأنشأ:

لم يخب الآن من رجاكَ ومن **** حرك من دون بابِك الحلقة
أنت جوادٌ وأنت معتَمدٌ **** أبوك قد كان قاتل الفسقة
لولا الذي كان من أوائلكم **** كانت علينا الجحيمُ منطبقة

فسلم الحسين وقال: ياقنبر هل بقي من مال الحجاز شيء؟قال: نعم, أربعة آلاف دينا.
فقال: هاتها وقد جاء من هو أحق بها منا.
ثم نزع برديه ولف الدنانير فيها واخرج يده من شق الباب حياءً من الأعرابي وأنشأ:

خذها فإني إليك معتذرٌ **** واعلم بأني عليك ذو شفقة
لوكان في سيرنا الغداة عصا **** أمست سمانا عليك مندفقة
لكنّ الزمان ذو غـيرٍ **** والكف مني قليلة النفقة

فأخذها الأعرابي وبكى, فقال له: لعلك استقللت ما أعطيناك,
قال: لا، ولكــن كيف يأكل التراب جودك.)*


*مرويٌ عن الحسن بن عليٍ



منقول من كتاب" الخصائص الحسينية "تأليف العلامة الشيخ جعفر التستري