عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-2006, 10:12 PM   رقم المشاركة : 3
Queen Nefertiti
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية Queen Nefertiti
 





افتراضي مشاركة: يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية

مساء اليوم الثاني للحرب

لم تكن كل تلك الأنياب الإسرائيلية الزرقاء قد تمكنت تماماً من لحم أطفال لبنان بعد. وكنا لا نزال نحن البعيدين بعداً افتراضياً عن نيران الحرب على امتداد الوطن العربي، وعدد عريض منا بما فيهم (مصطافي السلودير من الخليجيين) نعيش على وهم عادة المناخ الصحراوي، بأنّ ما يجري لن يكون أكثر من غمامة صيف يحتويه تناخي القبائل وحظوتها الدبلوماسية المفترضة أيضا عند العم بوش أو سام.

هاتفت منتصف ذلك النهار صديقتي (ليلى حسون) ببيروت بنت الغازية التي تقطر شجاعة وشفافية جنوبية منذ تزاملنا كطلاب بالجامعة الأمريكية في أوج حرية لبنان، وحتى في أحلك مراحل الحرب السابقة، لأطمئن عليها وأسالها من خبرتها في مخاتلة الموت بإرادة الحياة عن قراءتها للأجواء. لم أجدها، أجابتني ابنتها (سماح).
وكان في صوتها من فراشات الأمل بوقف عاجل للحرب ما بدَّد بعض أشباح القلق التي كانت قد أخذت تستبدي بي مع كلِّ نشرة أخبار.

وصلتني في المساء رسالة جوال من ابتهال مبارك، تلك الصحفية الحيوية بجريدة الشرق الأوسط الإنجليزية (Arab News) .

تخبرني فيها عن أمسية للمهرجان الأول في تاريخ المملكة العربية السعودية للسينما السعودية.
حييتها في سرِّي على بادرتها غير المقصودة ربما لاستدراجي خارج هواجس احتمالات اشتداد أوار الحرب على لبنان. كان العرض بمركز العلوم والتكنولوجيا على حافة البحر بالكورنيش، وكانت مجموعة من الأفلام التجريبية القصيرة التي أخرجها وأنتجها بعض الشباب السعودي الملوح بأحلام تحولات إبداعية جميلة. كانت الأفلام مثل فيلم (خمسة كيلو)، وأفلام أخرى كفيلم (القطعة الأخيرة) للمخرج الشاب محمد بازيد تحمل جرأة في محاولة التجديد.

وجدت الزميلة د. أميرة الكشغري والزميلة أ. ميسون الدخيل هناك - كاتبات جريدة الوطن. ولم يمض بعد الحديث عن العرض إلاّ وقت قليل لنجد أنفسنا مشدودين إلى الموضوع الذي لا بدّ أنّ كلاًّ منا كانت تخبئه تحت العباءة قريباً من وجيب القلب، حيث اندلع نقاش حام في احتمالات الحرب. ورغم تباين المواقف في ذلك الوقت المبكر من أخبارها إلاّ أنه يبدو كان كافياً لتشب في أطراف أصابعنا التي كانت مسرجة بحرقة الحبر.

 

 

Queen Nefertiti غير متصل