هذه مقتطفات من يوميات مواطنة سعودية في متابعة رعب الحرب الإسرائيلية للدكتوره : فوزية أبو خالد ..
مطلع الرعب
حصل أطفال فلسطين على شهادات نجاحهم المدرسية، وبزهو ككلِّ أطفال العالم ذهبوا في نزهة تجدِّد نشاطهم بعد عام دراسي ليلعبوا ويستعيدوا حريات الطفولة في فضاء إجازة الصيف، إلاّ أنّهم على خلاف أطفال العالم الآمنين، كانوا على موعد مع خطافات القتل الإسرائيلي تلاحق براءتهم على الشاطئلتقنص عصافير اللعب والمرح فتفرط أجنحتهم, تقتلع عيونهم وتقطع أطرافهم الطريّة أمام كاميرات العالم.
لا أدري كيف شاهدت وشاهد العالم معي، مشهد الطفلة الراكضة على رمل الشاطئ بغزة، وقد انغرست شظايا سلاح العداء الإسرائيلي في خاصرتها، وانقضت ذئاب الرعب تعلج طفولتها وطفولة سواها من أطفال فلسطين، واستطاع أي منا بعد ذلك الاستسلام لسلطان النوم أو التفكير ولو في الحلم، أنّ هناك إمكانية لأن ننعم بصيف هادئ في هذه المنطقة وفي جيرة ذلك الجوار الجائر. هل كانت إسرائيل في تلك العملية على شاطئ غزة إلاّ تعدّ بما اعتادته من عادات العدوان إحدى تجاربها المزمنة لتطبقها على أطفال الجنوب، لتوسع حيِّز جرائمها بإقامة مذابح متنقِّلة تحرِّكها بين ملاعب أطفال فلسطين وملاعب أطفال لبنان وأطفال العراق، بينما رائحة احتراق اللحم حيّاً تحت ركام الانفجارات تجرف أرواحنا بعيداً عنا لتتناوشها أمامنا الضباع والكلاب.
هل كانت إسرائيل ستمضي بعداء معتد في توسيع دائرة الرعب ونقل عدواه من غزة إلى لبنان، لو أنّها وجدت من يقول لها (لا) في غزة، أو يتَّخد موقفاً متشدِّداً يرفض جريمة الشاطئ؟