بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا اليوم جبت لكم موضوع في غاية الأهمية هي الوجبات الأخلاقية التلميذ والمعلم
انبه أن المقصود هنا بالتلميذ والمعلم ليس مقصور على المدارس و الجامعات و المعاهد
بل أوسع من ذلك
ولطول الحديث و أهمية أن يعرف التلميذ واجباته وحقوقه اتجاه المعلم والعكس صحيح
انبيه عزيزي الطالب هذه واجباتك !!
تقسم الى ثلاث اقسام :
- واجباتك أمام نفسك
- واجباتك أمام الأستاذ
- واجباتك أمام الدرس
أما الآن سأتكلم عن كل قسم بالتفصيل :
- واجبات التلميذ أمام نفسه :
• النية الحسنة :
النية عبارة عن الركيزة الأساسية والبنية التحتية لجميع شؤون حياة البشر ولهذا يعطي الإسلام أوامره لأتباعه بالتوجه لهذا الأصل ومراعاته لان المعيار الوحيد للأقوال والأفعال في الإسلام علاوة على ذلك تعتبر النية أقوى عامل محرك للإنسان ويمده بالطاقة الحركية ويزيد من سرعة عمله ويحرره من اليأس والقنوط وينقذه من الشعور بالانكسار.
ولهذا يستوجب على التلميذ ان يجعل نيته في طلب العلم خالصة لله عز وجل ولا يشوبها طلب الشهرة أو تحقيق الأماني الشيطانية والشخصية .
• معرفة الهدف
يجب على التلميذ تشخيص هدفه والتحرك باتجاهه لان المضي والعمل دون هدف كالذي يدق عموداً في الظلام وقد اهتمت الرواية الإسلامية في هذا الأمر قال الرسول (ص) "إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك خيراً ورشداً فاتبعه وان يك غيا فدعه" لهذا يجب على الطالب تعيين هدفه والنظر إلى عاقبة عمله لأن التفكير بالعاقبة من خصوصيات الفرد المؤمن الواعي.
• الإرادة الصلبة :
كم هم الذين يتمتعون بذكاء كبير واستعداد عال ولكنهم خرجوا من الميدان لافتقارهم للإرادة القوية والقدم الراسخة فذهبوا وتركوا القلم والورق والكتاب والدفتر والى الأبد. في حين يوجد الكثير من ضعيفي الذاكرة الذين جاهدوا باستمرار وسعوا بشدة فاستطاعوا العثور على سبيل السعادة ووصلوا الى ينبوع العلم الصافي وذاقوا طعم الوعد الإلهي ورأوه بأعينهم كما في " ان الله يضيع اجر المحسنين " . وان هذه الحقيقة غير قابلة للإنكار في خطاب الإمام علي عليه السلام من طلب شيئا ناله أو بعضه .
هناك نقطتان يجب الانتباه إليهما
1- نستنتج من الآيات القرآنية والروايات الإسلامية ان تعب الأعضاء والجوارح ناتج من ضعف الهمة والرغبة والإرادة وهذا يعني ان تعب الجسم نابع من تعب الإرادة ولنفس هذا السبب كان لرجال الله عز وجل إرادات استثنائية وثابتة ولا ينتابهم شعور بالتعب والكسل لان الأفراد المؤمنين قد استندوا على ركائز الإرادة القوية وهذا ما يمكن الفرد من انجاز أفعال كثيرة وان كان نحيف .
2- هناك طرق عدة لتقوية الإرادة وإيجاد العشق والرغبة في الإنسان ومن أهمها الصيام الذي له دور عظيم واثر عميق في تقوية الإرادة لدى الشخص .
• التعليم على أساس الفكر :
قال الإمام علي عليه السلام" فضل فكر وفهم أنجع من فضل تكرار والدراسة"
لو تفحصنا هذا الكلام لستنتجنا بأنه يجب على الطالب ان يسعى وبشكل دائما للتقدم والتطور على أساس التفكر وليس على أساس ما يحفظه وما ينقله الأستاذ ولا يعني هذا أن يهمل الطالب ما يقوله الأستاذ وما يدون في الكتب ولا يفهم أيضا ان حفظ الجوانب العلمية الواجب حفظها والمعلومات المتعلقة بالأشخاص عديمة الفائدة وإنما القصد من ذلك حفظ بعد الفهم هو أكثر منفعة . ولكن كيف ؟وعن أي طريق يمكن تبديل الطريقة التعليمية من المرحلة التحفظية الى مرحلة التفكر ؟
( اذا لم تعرف الخطوات قل وقولهم لك)
• حيوية الشباب :
تعلم في الشباب أسهل بكثير من الكهولة وان الأمور التي يكتسبها تكون اكثر ثابتا في ذاكرته كم قال الرسول الاكرم(ص) " من تعلم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر ومن تعلم وهو كبير كان بمنزلة الكتابة على وجه الماء "
• اختيار الصديق :
قال الحكماء " فاعتبر الأرض بأسمائها واعتبر الصاحب بالصاحب"
" صاحبك كرقعة قميصك فانظر بما ترقع قميصك"
• التدوين :
ان القلم كالميناء المخصص للتصدير حيث ينقل الى الخارج الخلاصات العلمية والفكرية والخلجات الداخلة وحتى الآلام و الأوجاع الباطنية قال تعالى " ن والقلم وما يسطرون " كما قال نبي الأمي " قيدوا العلم بالكتابة "
• القناعة
يجب الانتباه الى شيء هو ان للمال والثروة في إطار القوانين الإسلامية قيمة الى حد ان القرآن يعتبرها مسؤولة عن تقويم الحياة قال تعالى "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما " قال الإمام علي (ع) " القناعة مال لا ينفذ"
• الابتعاد عن الكسل
الخمول والكسل من إحدى آفات العلم والتعليم وان صاحب هذه الصفة المذمومة محروم من مزايا الحياة ومختلف عن القافلة قال الإمام علي " العجز افة " وايضا قال " لقد أخطا العاقل اللاهي الرشد وأصابه ذو الاجتهاد والجد " قال عز وجل " وإذا قاموا الصلاة قاموا كسالى"
• المطالعة :
ومن البديهي ان الطالب المتحقق يصرف وقتا ضئيلا مع المعلم والأستاذ لغرض التعلم وهذا غير كافي التعليم جميع الموارد لان لها بنسبة الطالب دور إرشادي فقط بل يجب عليه ان يصرف القسم الأعظم من وقته في المطالعة الخارجية .
- واجبات الطالب أمام الأستاذ :
• انتخاب الأستاذ :
طبعا حنا ما توجد حرية في الاختيار !!!
• احترام الأستاذ :
وقد حدد الإمام علي عليه السلام حقوق المعلم وحدد طرق احترامه في مقاطع من خطبته نفصلها كالآتي :
& ان لا يكثر عليه السؤال
& ولا ينعت في الجواب
& ولا يلح عليه اذا كسل
& ولا يأخذ بثوبه اذا نهض
& ولا يشير إلية بيد في حاجة
& و لا يفشي له سره
& و لا يغتاب عنده أحدا
& احترم الأستاذ وتعظمه بالقدر الذي حفظ فيه أمر الله وأطاعه
& ويجلس المتعلم أمامه
& ولا يعرض من طول صحبته
& واذا جاءه طالب علم وغيره فوجده في جماعه عمَّهم بالسلام وخصهم بالتحية
& وليحفظ شاهدا أو غائبا
& وليعرف له حقه
• انتقاد آراء الأستاذ :
أهم شئ انتقاد الأستاذ الأسلوب
اذا ما هو الأسلوب ؟
& الأسلوب الناعم
& يطرح رأيه مدعوما بالأدلة والبراهين وإلا فالأفضل ترك الانتقاد
& ان لا يكون في الأسلوب استعمال جمل استفهامية
• التشكر من الأستاذ :
ارتياح وتشيع المعلم وحسب خطاب القرآن الكريم يكون الشكر و التقدير سبب في زيادة تلك النعمة في الدنيا و الاخره " لأن شكرتم لأزيدنكم"
• الصمت الوجيه ( الموجه ) :
سأل الرجل الرسول الأعظم (ص) ما العلم ؟ قال : الإنصات ، قال : ثم مه ؟ قال : الاستماع ، قال : ثم مه ؟ قال : الحفظ ، قال : ثم مه ؟ قال : العمل به ، قال : ثم مه ؟ قال نشره .
• أهمية السؤال :
شروط السؤال
& التمعن بدقه وتحديد إطار السؤال قبل طرحه
& الاستفسار عن المواضيع القيمة
& ان لا يكون السؤال خارج عن حدود المعلومات وبعيدا عن تخصص الأستاذ
& ان يكون السؤال هادف وبقصد كشف الحقيقة
قال تعالى " فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون"
يتبع ان شاء الله واجب التلميذ أمام الدرس
وان شاء الله ما مليتوا والموضوع مره مهم
تحياتي
حور العين