
..
..
في حوار دار بيني وبين احدى صديقاتي عن كيفية إدارة نقاش , وكان ذلك بعدما حضرنا نقاش بين مجموعة من الصديقات والزميلات وكان يسود ذلكـ النقاش الاصوات المرتفعة والتشجنات في كثير من الأحيان.. والتعصب لرأي دون الآخر.
استطردتُ محدثةً صديقتي: لو انهم كانو تناقشوا من دون صراخ او تشنجات كنا اختصرنا الوقت وخرجنا بفائدة على أقل تقدير.
وكانت فكرتي هي: لما لا تطرح الاولى مداخلتها وتستمع الأخريات اليها ومن ثم تناقش نقطتها ثم تطرح الأخرى مداخلتها ويتم الاستماع اليها ومن ثم تناقش مداخلتها وهكذا ..
اردفت تقول لي انت تعيشين في عالم من المثاليه فلنعش في الواقع.
تسمرتـ في مكاني وجعلتُ اتساءل هل من الخطأ ان يعيش الانسان في ذلكـ العالم المسمى بالمثاليهـ الذي للتو قد اشارتـ اليه صديقتي.؟!!
هل المثاليه فعلا عالم اخر..؟!!
وهل الواقع عالم اخر..؟؟ ثم لما لاتكون المثالية هي الواقع ...ومالضير في ذلك ان بتنا نعيشه ..؟؟..
..
فتنهدت قليلاً بذاكرتي الى الوراء الى عهد رسول الله_ صلى الله عليه وآله_ الى عهد اهل بيته الطيبين واصحابه المنتجبين,,, اذ كيف كانت طروحاتهم للمواضيع.؟؟
فوجدت ان طرحهم للمواضيع كانت هي المثاليه بعين ذاتها كان يسود على اطروحاتهم الشورى ..والحكمة ..اُكتسبتْ من ذاكـ النبع الإلهي من المصطفى "الأصل" وفاطم "الفرع" والملوح "باللواء" المرتضى ..
اذا كان هذا حالنا..المتردي والأقل من سيء ان صح التعبير .. فكيف نستطيع ان نقنع الاخرين بقيمنا واهدافنا الساميه ..؟؟ فعلا ثمة امر غريب يدور حول هذا المحور ..لما العجب بل نحن بحد ذاتنا اعجب العجب كما وصفنا الأمير
, فوجدت ان الذي حدث قبل هنيهة من الزمن ليس ببعيده من شتمـ الغرب للرسول صلى الله عليه وآله , ومن قبل ذلك تنديسهم للقرآن الكريم ,هذا ناهيكـ عن المسلمين او الدارجين تحت قائمة الإسلام بإسم الإسلام منتهكين شيعة اهل بيت رسول الله سافكين للدمائهم لا تأخذهم بهم ادنى رأفة او رحمة كل ذلك بسبب انهم ((شيعة ورافضة ... آآه الف مرة ))
نعم كل هذا السيل من العقبات سببه يرجع الى اننا لم نعد مثاليين فقد ضللنا ذلك المثال العالي المنصب من قبل الإله فكيف لنا ان نكون مثاليين ونتسلح بفن الإقناع بالآخرين في شتى مجالات هذا الإبداع الكوني سواء على الصعيد الديني او السياسي او غيرها اياً كانت الوجهة ..؟
...بنظري وبكل حزم وثقة واتزان , انه لا بد من ان نبدأ التغيير في انفسنا اولا ومن ثم المقربين لنا.
وفي نهاية المطاف , توصلت الى النتيجة الحتمية.. انه يجب ان يكون عالمنا عالم مثالي تسوده المثاليه اذ ان الواقع من دون مثاليه عالم من الضياع..والعكس تيه وفقدان للإدراك ..
ماذا عنكم وعن رأيكم بهذا العالم ..عالم المثالية ..؟!!
محبتي ..