سمعتُ بنزار أيام الثانوية وتمنيت قراءته ولكن كما تعلم يا إشراق كان ذلك ممنوعاً
وغير مسموح بدخول دواوينه فهناك من يختار لك لتقرأ وهناك من يحدد لك نوعية ما تقرأ، هذا الشيء
ألفناه في بلادنا العربية، تريد أن تقرأ شيئاً أنت تريده.. الله يكون في عونك على البحث والدفع السخي
للحصول على ما تريد ناهيك أن بعض الكتب تأتينا مهرَّبة في زمن الانترنت والفضائيات .
في مرحلة الجامعة وقعت عيني على كتاب الضوء واللعبة لشاكر نابلسي وهو استكناه نقدي لنزار قباني
كما قال مؤلفه لم أصدق أن أجد شيئاً عن نزار ولم أتوانَ في قراءته بالرغم من حجمه الكبير إذ يحتوي
على 630 صفحة، مع ذلك كنتُ أفوِّت على نفسي بعض المحاضرات لإكماله، وقتها شعرتُ بفرحٍ لذيذ
وتمنيت لو أن دواوين نزار قباني تحت يدي لأكمل متعة الفرح.
اكتشفتُ فيما بعد أن نزار أخذ يكرر نفسه قبل عشرين سنة من وفاته فلا جديد في تجربته الشعرية ولا
من مغامرات أخرى تذكرى موضوعاته المعروفة سلفاً فالمرأة هي هي وشعره السياسي هو هو .
شخصياً حينما أقرأ نزار لا أرغب في معاودته مرة أخرى لأنني أكتشفه سريعاً من أول قراءة ولأن
بساطته ووضوحه يشكلان عائقاً كبيراً في مواصلة القراءة فلا من محفز لاكتشاف آخر .
إشراق،
يبدو أنني أطلتُ عليك .. شكراً لتشريفك هذه الصفحة !!
ريحانة الإيمان،
ممتنٌ لحضورك سيدتي !
نعم هو لم يستثمر المرأة ذاتياً وخاصة في دواوينه الأولى فقد أفرط في غزلٍ حسيٍّ صارخ
واستغراق عميق في ذكر النهود والشفاه والشَّعر والعيون ووو
لقد استثمر المرأة لصالحه هو لغرائزه ورغباته وفق ما يريد هو منها .
نادراً ما نقع على قصة حبٍّ جميلة تعكس واقع العلاقات الرومانسية في ذلك الوقت .
نعم هذا هو نزار قباني في وجهة نظري .
رحيق الجنة،
جميل هو حضورك الذي يثير هذه الصفحة بمزيد من التساؤل والكشف !
بعد استعراضي لنماذج من غزل نزار الإنساني ذاك الذي يسجل اللحظات الوجدانية الجميلة من قبيل :
اعتيادي على غيابك صعبٌ
واعتيادي على حضورك أصعبْ
أنت أحلى خرافة في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعبْ
وضعتُ السؤال الذي يشير إلى خلط نزار في نظرته للمرأة فمرة نراه رومانسياً جميلاً كما مرَّ بنا،
ومرة يتمنَّى المرأة كجزَّار شره كما في النوذج الأول :
فصلت من جلد النساء عباءةً
وبنيت أهراماً من الحلماتِ
أليس هذا تناقضاً في نظرة نزار للمرأة يا رحيق ؟! أم لهذا الخلط تعليل آخر ؟
.
.