مكتبة الإسكندرية تصدر بياناً للحفاظ على التراث الثقافي
الإسكندرية - هالة ياقوت
أصدرت مكتبة الإسكندرية بياناً مشتركاً مع اللجنة الدولية للدرع الأزرق حول الملكية الثقافية المهددة من النزاع الشرق أوسطي خاصة مع تفاقم الأوضاع الحالية في كل من فلسطين ولبنان حيث أعلنت كل منهما إسهامها لما يحدث الآن في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل ولبنان والسلطة الفلسطينية من إراقة للدماء ومعاناة إنسانية هائلة ونزوح اضطرارى لقرى ومجتمعات بأكملها ودمار.
كما تعبر عن قلقها الشديد إزاء احتمال تفاقم النزاع مؤكدين أن التراث الثقافي لا يقدر بثمن ولا يمكن استعاضته وهو ذو أهمية حيوية ليس للمجتمع فحسب ولكن للإنسانية كلها فالمواقع الأثرية التاريخية واللوحات والتحف والكتب المخطوطات كلها تحكي تاريخ الشعوب المتضررة والإنسانية جمعاء وهذا التراث الإنساني عرضة للخطر أثناء الصراعات المسلحة وإذا ما تعرض للتلف أو التدمير فإنه من الصعب - بل من المستحيل أحياناً- استعاضته أو إعادته إلى حالته السابقة وإذا لم يقدر للتراث الثقافي النجاة سالماً فإن الهوية الثقافية للأجيال الحالية والقادمة سوف تتأثر ولن يكون بإمكانها أن تتعرف على هويتها الثقافية بشكل أمثل.
ومن المعترف به عالمياً أن لتلك المنطقة تراثاً ثقافياً بالغ الثراء كان له أعمق وأطول الأثر على شعوب العالم بأسره ويشهد على ذلك العدد الكبير للمواقع الأثرية في كل من لبنان وإسرائيل المسجلة بقائمة اليونسكو للتراث العالمي وعليه فإن الضياع الجزئي أو الكلي للتراث الثقافي للمنطقة سوف يتسبب في افقار الذاكرة الجماعية للإنسانية.
وطالبت مكتبة الإسكندرية بوقف هذا النزيف لحماية التراث الثقافي الثري للمنطقة وأن تتخذ الإجراءات الوقائية للأزمة لضمان عدم تضرر هذا التراث بأي شكل من الأشكال أثناء النزاع الحالي.
ويهيب الطرفان بكافة أن على الأطراف المعنية احترام مواد اتفاقية لاهاي لحماية الملكية الثقافية في حالة النزاع المسلح حسب اتفاقية التراث العالمي لعام 1972 والتي تدعو الدول لعدم اتخاذ اجراءات متعمدة من شأنها أن تحيق الضرر المباشر وغير المباشر بالتراث الثقافي والطبيعي- في أراضي دول أخرى تعتبر طرفاً في هذه الاتفاقية، وقد صدقت كل من إسرائيل ولبنان على هذه الاتفاقية.
جدير بالذكر أن شبكة الدرع الأزرق هي المكافئ الثقافي للصليب الأحمر الدولي وهي تناضل من أجل حماية التراث الثقافي والمواقع الأثرية في حالة الكوارث الطبيعية أو المتسبب فيها الإنسان.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12102&P=8