بعد أن ساهمت بشكل ما بعض وسائل الإعلام العربية والغربية ومعظم العراقية التي تصدر أو تبث من الداخل أو الخارج في زيادة الاحتقان الطائفي في العراق من خلال الترويج لأخبار وتقارير تتضمن أبعادا طائفية واضحة من خلال المصطلح المستخدم أو المحتوى الذي أجج الصراع حتى وصل الأمر لما نشاهده الآن, نرى أن الدور وصل إلى لبنان حتى في ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي, حيث نقرأ ونشاهد في بعض وسائل الإعلام التي تعزف على وتر الطائفية ما يدعو إلى التحسر والقلق على مستقبل الأمة, أما الأغرب فهو موقف فضائيات أخرى ذات توجه فكري معين تجاه الأزمة الحالية, حيث نراها تتجاهل الأمر ولا تعطيه نصف الأهمية التي تعطيها لأمور بسيطة مثل اختلاف آراء العلماء حول قضية تتعلق بحجاب أو عمل المرأة على سبيل المثال , مسايرة لـ "رغبات الجمهور" الذي يتنادى لمثل هذه القضية, فإذا كان موقف الصحافة وشبكات التلفزيون الغربية معروف الأهداف والتوجهات في نبشه المستمر لهذه القضايا فإن ما تحفل به بعض وسائل الإعلام العربية حول هذه النقطة الجدلية دائما وفي توقيت مثل هذا يجعل المتابع في حيرة من توجهات هذه الوسائل ويتساءل عن الفرق بين المهنية التي تلغي في بعض الأحيان الرأي الشخصي إلى نقل الواقع كما هو وبين الأهداف التي يسعى لها هؤلاء في جانب آخر.