السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القلب الصادق والذي تتضوع منه رائحة الاخلاص والوفاء , وينساب منه عبير الحب لايهدده الروتين ولاتكسره الضربات ولاتذبحه الطعنات , يبقى نابضا حيا ..
القلبان صارا قلبا واحدا , والروحان صارتا روحا واحدة , والجسدان صارا جسدا واحد , واصبح النصف يحن الى نصفه الآخر حين الفراق , ولايستقر الا به , ولايسكن نزيفه الا برؤيته !!
سلام الله على امام المتقين عليه السلام الذي قال في حق السيدة الزهراء عليها السلام (وانما كنت انظر اليها فتنكشف عني الهموم والاحزان ) كلمة صغيرة ولكنها عميقة في معناها لانها تختزل في داخلها اسمى معاني الحب , تختزل في داخلها مقام الزهراء عليها السلام في قلب امير المؤمنين عليه السلام ... حقا انها سكن لقلبه وروحه , وحقا انه سكن لقلبها وروحها ..
وبعيدا عن لغة حب المتقين نأتي الى لغة اخرى لنلامس واقعا مرا مريرا قام على عكاز الدنيا فنقول :
ان الانسان ليس معصوما عن الخطأ , ولايوجد زوجان حياتهما صفو في سني عمرهما , فالدنيا طبعت على كدر ..
لذا نحتاج الى ان نتعلم فن المعاملة لان الدين هو المعاملة .. كيف نتعامل مع بعضنا كزوجين في الاجازة خصوصا اذا كانت هناك بعض المشاكل الروتينية التي تحدث في كل بيت ؟؟
هل اسافر لوحدي لاجدد اللقاء وابتعد عن الروتين اليومي فتعود المحبة وننسى الماضي ؟
هل يعتبر هذا حلا مطلوبا , ام اسافر معها ؟
الاجابة باختصار :
قد يحتاج الزوج للسفر مع اصدقائه ليروح عن نفسه بعيدا عن تحمل مسؤولية زوجته واطفاله ,واللقاء بعد الغيبة لاشك انه سيجدد الشوق واللهفة بين الطرفين ..
فالماء يحلو عند العطش , والطعام يطيب عند الجوع , واللقاء يهفو له القلب عند الغياب ..
ولانقصد بذلك ان تكون كل اسفاره لوحده او مع اصدقائه ... فبعض الازواج هداهم الله وارشدهم الى صوابهم هذا ديدنهم لطبع فيه والبعض الآخر لمآرب أخرى !
الحل الآخر :
أن يسافر معها , وهو الحل الأنجع بالذات اذا كانت العلاقة متوترة , فالسفر طبيعته الانس عادة وتفريج الهم ..
واختم الكلمة ببيت الشعر المنسوب لامام المتقين علي عليه السلام
تغرب عن الاوطان وسافر ففي الاسفار خمس فوائـــد
تفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد
تحياتي