[حامل المسك]

على بعد كيلو متر تقريبا من حرم حامي الحمى أمير النحل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفي شارع فرعي يشدك مبنى تشم رائحة مابه من خلال ما يحيكيه الناس عنه أو يعرفونه ما ان تدخل ذلك المكان إلا وتجد من يرحب بك بصدر رحب ووجه مبتسم يلاطفك قبل أن تأخذ مجلسك يقدم لك ما يقدم للضيف عندهم ، بنبرة راقية ماذا عسانا أن نقوم به لخدمتك ؟؟
سألته عن أخيه الذي لاتجده عادة إلا في الدور العلوي تجده كالنحلة في حديقته الغناء لايمل من يدخلها ففيها كل صنوف الزهوروالورود يحتار الأنسان أيها يشم أو أيها يقطف بعد جلوسي دقائق مع أحد الأصحاب الذين رافقوني في الدور الأرضي أوكل بنا من أستقبلنا أحد الأشخاص للصعود معنا
إلى الدور العلوي إلى تلك الحديقة
إستقبلنا رجل عليه سيماء الصالحين بسيط في كل شيء أريحي أعتقد أنه في العقد السابع أو الثامن من العمر رحب بي ترحيب أب حاني خاصة بعد أن عرفنا من قبل من صعد معنا بأننا من أل الأحساء والتي يدين لها بالفضل كما قال
مشى معنا في حديقته التي تفوح بالمسك أو قفني عند لوحة بها ثلاث صور لشخص سألني هل تعرف هذا يابني ؟
نعم مولانا أنه أحد أعاظم رجالات الأحساء إنه رجل العلم والتقى والبساطة إنه سماحةالعلامة الشيخ حسين الخليفة قال أتعرف أنه أستاذي وله الفضل الأكبرفي أنشاء هذا الصرح الكبير مكتبة الأمام الحسن عليه السلام والتي أدين ل بالفضل أنتم أهل الأحساء وهذا المبنى لايكفي ونحن الأن في صدد أنشاء مبن من خمسة أدواربجانب هذا المبنى ليكفي ما لدينا من كتب ولتقديم خدمات لزائري المكتبة ٍ
طلبت منه أن يأخذ راحته في البحث لأنه أراد أن يتجول معي في أنحاء المكتبة طلبت منه الجلوس تكرما ويكفيني من أوكل بي فعنده دراية تامة بالمكتبة وماتحتويه
قضيت حوالي ساعة طفت حول هذا وسعيت نحو ذاك ولم أصل إلى نصفها أخبرني ذلك الشخص أن سماحة العلامة الباحث والمؤرخ الكبير الشيخ باقر شريف القرشي صاحب المكتبة الذي نحن بصدد الحديث عنه سيكون مشغولا فإذا أردت الجلوس معه فليكن الأن
أضطررنا للنزول للدور الأرضي حيث جلس هناك في أنتظارنا جلست لمدة نصف ساعة معه سألته عن أخر مؤلفاته قال عن حياة السيدة الزهراء عليها السلام فأنا في نهايته وأما عن الأمام علي عليه السلام فقد طبع ولم يصلني الا جزئين
سألته عن بعض الكتّاب والأعلام كان حذرا جدا في إجاباته ولعلمي بمشاغله أستأذنته طالبا منه موعدا للقاءه فوافق مرحبا عدت مرة أخرى فقالوا لي : إنه في غرفة فوق الدور الأول قلت لهم لعله يزعج لدخولي فقالوا هو ينتظرك
دخلت عليه الغرفة البسيطة جدا وإذا به منهمكا في الكتابة في كتابه عن سيدة نساء العالمين سلام الله عليها جلست معه قلت له مولانا يكررالكثير من الخطباء بل حتى بعض الكتّاب قول الر سول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم للسيدة فاطمة عند وفاته عندما قالت :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فنهاها الرسول بقوله لاتقولي هذا قول عمك ابي طالب وقولي
ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل
مولانا لدي تسأل لما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاتقولي فهل أن قول أبي طالب هذا غير صحيح يعني شيء فقال سماحة الشيخ القرشي لم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تقولي بل قال هذا قول عمك أبي طالب وقولي ....الأية
بعد ذلك أهداني كتابين صغيرين من تأليفة لم يطبعا بعد بل كانا معدين للطباعة وكان لديه نسخة من كل واحد منهما مصورة فتشرفت باهدائه الذي خطه على هذين الكتابين
وكما أسلفت أعرف مشاغله أستأذنته بعد حوالي الساعة إلا ربع قضيتها في حضرته ودعنا بحنوه وأبوته
وفي عصر يوم خميس أعتاد العراقيون وعلى رأسهم الأفاضل زيارة الأمام الحسين عليه السلام ليلة الجمعة كنت أقف في الصحن الحسيني الشريف أنتظر أحد أصحابي وإذا بي أتفاجأ بمن يناديني من خلفي طالبا مني الجلوس التفت وإذا به سماحة الشيخ أتذكر أجلس ياحجي علي
جلست معه دقائق سال عن حالي وبمن التقيت هنا وهناك وأدركنا الوقت للصلاة فودعته طالبا منه الدعاء لي بالتوفيق